بَحْثًا عَنْ مَنْطِقٍ لِلْهُرُوبِ
خَلْفَ أَسْوَارِ الأُوبِرَا المُتَعَجْرِفَةِ
حَيْثُ الأَشْيَاءُ
مُتَحَضِّرَةً إِلَى دَرَجَةِ المَوْتِ.
يَتَبَادَلُون أحاديثَ "مُجففةً"
حول الترجمةِ،
وأنا
أَتَصَنَّعُ الاسْتِمْتَاعَ بِمَهَارَةٍ عَالِيَةٍ جِدًّا.
.................................
يَقْتَرِحُ عَلَيَّ الانْفِلاتَ مِنْ دَائِرَةِ المَأْلُوفِ.
مَثَلاً..
تَقْبِيَلُهُ دُونَ الالتِفَاتِ
إِلَى أَعْيُنِ الكَامِيرَا الـمُتَسَلِّطَـةِ،
أَوْ تَجَاهُلُ كُلِّ رَابِطَاتِ العُنُقِ الأنيقةِ،
وَتَنَاوُلُ طَبَقٍ مِنَ الكُـشَرِي فِي مَطْعَمٍ صَاخِبْ.
...................................
كُوبْرِي قَصْرِ النِّيلِ
مُمْتَنٌّ جِدًّا لاسْتِقْبَالِي،
وَالجَوُّ مُهَيَّأٌ تَمَامًا
لِمُمَارَسَةِ التَّمَرُّدْ..
فَوْضَى العَاصِمَةِ،
سُخْرِيَةُ الشِّتَاءِ،
طُلاَّبُ الجَامِعَةِ الأَمْرِيكِيَّةِ
يَتَحَرَّكُونَ بِمُرُونَةٍ أَكْثَرَ مِنَ اللاَّزِمِ،
بَيْنَمَا يَبْحَثُ الآَخَرُونَ
عَنْ فُرْصَةٍ للانْكِمَاشْ.
أَبْدُو وَاثِقَةً مِنْ نَفْسِي تَحْتَ الأَمْطَارِ
وَكَأَنَّنِي مُعْتَادَةٌ عَلَى السَّيْرِ
فِي شَوَارِعَ لَنْدَنْ البَارِدَةْ.
يُحَدِّثُنِي بِهُدُوءٍ
عَنِ الحَدَاثَةِ البِدَائِيَةِ،
وَشَغَفِ الإِنْسَانِ بِالخُرُوجِ
عَنْ كُلِّ البَرَاوِيزْ...
- "الأُنْثَى هِي أَصْلُ الحَيَاةْ".
هَكَذَا يُؤَكِّدُ لِي.
قَطْعًا سَيُحَرِّمُونَهُ
مِنْ وَثَائِقَ هُــوِيَّتِهْ..
لَكِنِّي سَأَمْنَحُهُ حَقَّ الُّلجُوءِ إِلَى صَدْرِي.
"كُونْفُوشْيُوسْ" الَّذِي عَلَّمَهُ الصَّبْرَ
هُوَ نَفْسُهُ الَّذِي أَوْصَانِي
أُلَقِّنُهُ الجُنُونْ.
الفَرقُ بَيْنِي وَبَيْنَ فُرُويدْ
- الَّذِي يُحِبُّهُ أَكْثَرَ -
أَنَّهُ رَكِبَ القِطَارَ مُبَكِّرًا.
.........................................
مَا زَالَ
يُصِرُّ عَلَى اسْتِدْرَاجِيَ لِلرَّكْضِ
فِي شَوَارِعَ عَقْلِهِ الَّلانِهَائِيَةِ،
وَأَهْرَامَاتُ ثَقَافَتِي
تَتَخَلَّى عَنْ تَمَاسُكِهَا.
لَنْ أُمَانِعَ
أَنْ أَتْرُكَ لَهُ يَدِيَ
مُقَابِلَ الصَّمْتِ،
أَوْ أَنْ أُعَالِجَهُ مِنْ "فُوبْيَا" عُبُورِ الطَّرِيقِ
مُقَابِلَ
أَنْ يَكُفَّ عَنْ تَرْجَمَتِي
إِلَى أَفْكَارْ.
.................................
صُوفِيَّةُ "الطَّاوِيَّةِ"،
شَبَقُ الأَرْبَعِينَاتِ،
السَّمَاءُ الَّتِي تَتَوَسَّلُ رِضَا البَشَرْ،
مَحَطَّاتُ مِتْرُو بِكِّينْ
الأَكْثَرَ انْضِبَاطًا،
............................................
............................................
وَأَشْيَاءٌ أُخْرَى كَثِيرَةْ.
آَهٍ..
أَشْعُرُ أَنَّنِي مُرْهَقَةٌ جِدًّا،
وَحَتْمًا
سَيَكْتَشِفُ أَبِي
أَنَّ نَوَافِذَ عَقْلِيَ
لَمْ تَعُدْ مُغْلَقَةً بِإِحْكَامٍ
كَمَا تَرَكَهَا.
..............
مِنْ فَضْلِكْ
احْجُبْ عَنِّي عَيْنَيْكَ السُّرْيَالِيَّتِيْنِ
إِلَى الأَبَدْ،
وَكُفّْ عَنْ إِجْبَارِي
عَلَى النَّفَاذِ مِنْ أَضْيَقِ الثُّقُوبْ،
وَامْنَحِ الصَّمْتَ
فُرْصَةً للانْتِشَارْ