Tuesday, August 3, 2010


في حفل ناجح على مسرح معهد الفنون بالشارقة

جوقة "قوس قزح" تألق كلاسيكي وجمهور مستمتع

حنان شافعي-الشارقة

على مدار ساعتين كاملتين، استمتع جمهور الفن الأصيل بما قدمته جوقة قوس قزح السورية التي استضافتها مجموعة مسارح الشارقة في حفل موسيقي ناجح أقيم مساء السبت، أول من أمس على خشبة مسرح معهد الفنون المسرحية بالشارقة. يأتي هذا الحفل ضمن أشطة المجموعة التي تحرص على تقديم وجبات فنية دسمة تمتع الجمهور وفي الوقت نفسه تقدم فنا أصيلا وهو ما ينطبق على الليلة التي أحيتها  جوقة قوس قزح حيث امتلأ المسرح بالجمهور متعدد الجنسيات وأيضا الأعمار اتفقوا جميعا على حب الموسيقى والأداء الراقي الذي جذبهم على مدار ساعتين اشتعلت القاعة فيهما بالتصفيق الحار في نهاية كل فقرة غنائية.

ورغم كلاسيكية المظهر والأداء وكذلك المختارات الغنائية، استطاع قائد ومؤسس الجوقة الموسيقي السوري، حسام بريمو تشكيل لوحة فنية رشيقة من خلال أصوات شباب وفتيات الفريق التي يجمع بينها تناغم ملحوظ، فضلا عن إضافة موسيقية بسيطة وهامة في آن واحد يتقدمها ملك الآلات الوترية، العود، ثم يأتي دور كلا من الدف والبيانو .

بكل لغات العالم




ولعله من المتوقع أن  تقدم فرقة مثل جوقة قوس قزح أغنيات تراثية عربية ، أما الجديد أو المدهش فهو تقديم الفريق لأغنيات متنوعة تنتمي إلى تراث أمم أخرى بعيدة كل البعد عن التراث الغنائي والموسيقي العربي. نجد مثلا "أغنية الرعيان" المأخوذة من التراث المنغولي والتي أدتها الجوقة باللغة الصينية ، كما أدت "أغنية السيدة بطة" باللغة البرتغالية، و"أغنية بامبا" باللغة الإسبانية و"أغنية المحبة" باللغة الإندونيسية"، و من تراث الموسيقيين الإيطاليين قدمت الفرقة "أغنية المزحة الإيطالية" وأخيرا وربما الأقرب إلى الرصيد الموسيقي العربي كانت "أغنية الوردة الجورية" من التراث التركي.  و تعد جوقة قوس قزح من أشهر الفرق الجماعية في الوطن العربي إذ تأسست عام 1999 على يد قائدها الموسيقي السوري وكيل معهد الموسيقى بسوريا، حسام الدين بريمو وهي أربعين مغنيا ومغنية إضافة إلى عشرين عازفا يختلف حضورهم على المسرح تبعا لطبيعة الحفلات والمسارح المضيفة.

وتنعكس بوضوح الخبرة والذائقة الموسيقية  للأكاديمي حسام بريمو على المستوى الفني للجوقة من حيث اختيار ما يتم تقديمه من أغنيات وكيفية الاشتغال عليها صوتيا وموسيقيا بحيث تخرج من ملل الأداء الكلاسيكي الصرف، وفي الوقت نفسه تحافظ على طابعها الجمالي القديم. مثالا على ذلك ما جاء ضمن حفل الشارقة من أغنيات عربية تم تقديمها عشرات المرات من قبل فرق عربية متعددة لكنها هذه المرة كانت أكثر خفة وتجديدا مثل أغنية "طلعت يا محلا نورها" لسيد درويش و "طالعة من بيت أبوها" لناظم نعيم. و من التراث الشامي قدمت الجوقة
" بيلبقلك شك الألماس" و الروزنا" لجبران خليل جبران ، أما الفقرة التي حازت إعجاب الجمهور وأثارت دهشة الجميع فكانت تشكيل فني من أغاني وصيحات البائعين في الأسواق الدمشقية، وهي من ألحان وتوزيع حسام بريمو وقد أدتها الجوقة بطريقة تمثيلية مرحة علت فيها صيحاتهم للإعلان عن بيع البطاطا والثوم والبطيخ والعنب .

No comments: