Saturday, September 25, 2010

يضم أعمالا لفنانين عرب وأجانب

الشارقة ..المحطة الأولى لمعرض "جائزة جميل"

حنان شافعي-الشارقة

بداية من أمس الأربعاء وحتى الرابع والعشرين من أكتوبر القادم تستضيف أروقة وقاعات متحف الشارقة للفنون الإسلامية الأعمال الفنية التي تم ترشيحها للفوز بجائزة "جميل" للأعمال الفنية المستلهمة من الفن الإسلامي وذلك في نسختها الأولى التي تم الإعلان عنها العام الماضي 2009 وقد حصلت عليها الفنانة الإيرانية "أفروز أميغي" عن تصميمها الزخرفي الذي قدمته تحت عنوان "1001 صفحة" .  ويأتي هذا المعرض ضمن أنشطة متحف ألبرت وفيكتوريا بلندن الذي يهتم بالتراث الإسلامي وأثره في الفن المعاصر فضلا عن احتواءه على رواق جميل الذي يرعاه الشيخ عبد اللطيف جميل منذ افتتاحه عام 2006.

كان الشيخ سلطان بن محمد  القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة قد افتتح المعرض صباح أمس وقام بجولة  صاحبه فيها عدد من المسؤلين وكبار الشخصيات في مقدمتهم القنصل البريطاني في دبي "غاي وارينغتون" ، ورئيس المجلس البريطاني في الدولة ريتشارد كوتون إضافة إلى مدير عام متاحف الشارقة ، منال عطايا التي أكدت على حرص متحف الشارقة للفنون الإسلامية على المشاركة في هذه الفاعلية الضخمة والعالمية لما لها من أهمية في تعزيز الحوار الثقافي بين المؤسسات والأفراد في الشرق والغرب، وأضافت "تسعى إدارة متاحف الشارقة إلى دعم الفنانين المعاصرين الذين تعكس أعمالهم إحدى جوانب التقاليد الفنية الإسلامية، إذ يشكل المعرض تجربة فنية فريدة لزوار متحف الشارقة للحضارة الإسلامية".

الحدث الرئيسي

ويضم المعرض أعمالا فنية لتسعة من الفنانين والمصممين الذين تم ترشيحهم للجائزة وهم الإيرانية أفروز أميغي الحائزة على الجائزة ، وحمراء عباس من الكويت ، وسيفان بيكاكي من تركيا، وحسن حجاج من المغرب ، و سحر شاه من باسكتان، ومن لبنان كميل زخريا، فضلا عن الإيرانيين رضا عابديني و خسرو حسنزاده، حيث تتنوع المعروضات ما بين أعمال خشبية ومجوهرات ومونتاج تصوير وأعمالا تقترب من فنون الفيديو. تقول أمين عام متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، عائشة ديماس " يمثل معرض "جائزة جميل 2009" الحدث الرئيسي لنا هذا العام ، وبالاستناد إلى المعارض التي نظمناها سابقا يفتح هذا المعرض نافذة جديدة لفهم التراث الإسلامي واستمرارية تأثيره على سياقات الفنون المعاصرة".

من جانبه تحدث أمين عام متحف فيكتوريا وألبرت ،تيم ستانلي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب افتتاح المعرض عن حرص بريطانيا على بناء جسور التواصل مع الثقافات الأخرى وعلى رأسها الثقافات المتأصلة لمنطقة الشرق الأوسط التي تربطها مع بريطانيا علاقات تاريخية وثقافية، لافتا إلى أن الفنون والتراث الإسلامي يعد رافدا أساسيا للتقرب واستيعاب الثقافة العربية والشرق أوسطية بصفة عامة. يقول ستانلي "نتواجد هنا لنبدأ جولة معرض جائزة جميل من الشارقة ونحن في متحف فيكتوريا سعداء بالعمل جنبا إلى جنب مع متحف الشارقة الإسلامي كخطوة نحو حوار ثقافي فني معاصر" حيث أكد أن جائزة جميل تعد بمثابة مبادرة فنية ثقافية مفتوحة لكل الفنانين والمعاصرين ولا تقتصر على المسلمين أو على العالم الإسلامي بل تشمل كافة الأطياف والجنسيات مشيرا إلى أن المتقدمين للجائزة ينتمون إلى أصول وديانات مختلفة.

تاريخ

وردا على سؤال حول أسباب اهتمام متحف فيكتوريا وألبرت بالفن الإسلامي وإمكانية نقل الثقافة الإسلامية المتسامحة إلى المواطن الإنجليزي في بلاده ، أكد ستانلي أن حكاية متحف فيكتوريا مع الفن الإسلامي قد بدأت منذ عام 1850 وهو من أوائل متاحف لندن التي اهتمت بالفنون الإسلامية إيمانا بدور الأعمال الفنية في صنع حوار حضاري واختصار المسافات بين الشعوب إلا أن ذلك يظل في نطاق المهتمين وفي إطار محاولات ربما لا يشعر بها رجل الشارع ، يقول "تظل الأنشطة الثقافية والفنية تدور في محيط النخبة وقد يشعر بها الفرد العادي لكن ذلك يحتاج إلى وقت طويل حيث تؤتي ثمارها على المدى البعيد كما تحتاج إلى مزيد من الجهد والمثابرة".

وفي السياق ذاته قال مدير المشروعات بالمجلس الثقافي البريطاني، ميشيل بشارة أن مشاركتهم في مثل هذه الفاعلية تأتي في إطار المسؤولية الملقاة على عاتقهم كمؤسسة دولية تعمل على تطوير العلاقات الثقافية بين الشعوب مشيرا إلى أن الهدف الأول لجائزة جميل هو إيجاد وسيلة للتفاهم بين مختلف الثقافات عن طريق الفن. وتحدث بشارة عن الأنشطة الأخرى التي سوف تقام على هامش المعرض وتشمل محاضرة لأمين متحف فيكتوريا وألبرت حول علاقة المتحف بالفن الإسلامي انطلاقا من جائزة جميل ، ثم ورشة عائلية حول الفن الإسلامي وكيفية قراءة الأعمال الفنية وذلك في الثاني من أكتوبر القادم فضلا عن مناظرة عامة حول الفن الإسلامي بين الأصالة والمعاصرة بين فنانين إماراتيين وبريطانيين وذلك في التاسع من أكتوبر إضافة إلى عدد من الأنشطة الأخرى خلال أيام المعرض.

   

Tuesday, September 14, 2010


           
على طريقة بروتس للشاعرة حنان شافعي...

        "قصائد من روح المدينة"
نضال حمارنة

كتاب (على طريقة بروتس) للشاعرة المصرية حنان شافعي، قصائد تمثل اتجاهاً استطاع أن يجد حيزاً له على خارطة الشعر العربي المعاصر.
و إن اختلفت الآراء حوله، يحلو لي أن أطلق عليه القصائد العابرة على دروب تسارع نبض المدينة... ووسائل الاتصالات عبر العالم، وفيما يخص كتابة المرأة تحديداً أجده يبتعد عن البوح والتأسي والكآبة، و(على طريقة بروتس) إيحاء، و تناص يبدو مقصوداً من الشاعرة، ألم يشارك بروتس في قتل يوليوس قيصر أقرب الناس إليه من أجل فكرة.. كان مبدئياً في تنفيذ هدم ما هو قائم بغض النظر عن البدائل التي حدثت في روما حينذاك.
و حنان شافعي تكتب ما ترى، وتصرّح أنها عابرة في مدينة الحياة على طريقتها، وتعلن بوضوح أن فعل القصيدة مرحلياً هو الهدم بغض النظر عن دفع الثمن. نرى الشاعرة في المفتتح تهدي كتابها إلى نفسها ليس من باب النرجسية وإنما لتفتح لنا باباً غير موارب لتأويل القراءة:
 /إليَّ../ وحدي/ أتمرد/ وأجرب/ وأيضاً أدفع الثمن/.

استخدمت الشاعرة اللغة المبسطة، واشتغلت على المفارقات، والإحالات لتوصيف صراعها الداخلي.. علاقتها مع ذاتها وعلاقتها بالآخر- الرجل عبر صور وقفزات من حالة إلى أخرى تدمج الأماكن والشوارع والأشياء الصغيرة، وفي كل مرّة تشاكس الثوابت والأعراف الاجتماعية .. ساخرة من ازدواجية الذكر الشرقي..
مازال
يُصّرُ على استدراجي للركض
في شوارع عقله اللانهائية
وأهرامات ثقافتي
تتخلى عن تماسكها
لن أمانع
أن أترك له يدي
مقابل الصمت
أو أن أعالجه من «فوبيا» عبور الطريق
مقابل أن يكفَّ عن ترجمتي
إلى أفكار.

أغلب القصائد تبتعد عن الصيغة الاستفهامية أو التأرجح في الوصول إلى موقف - الأنا - غير مترددة لدى الشاعرة، واضحة، تلجأ إلى الجمل الإثباتية، وتزيد على ذلك في التأكيد على طلبها، بالإفصاح عن تلقائيتها لأبعد الحدود... ومصارحتها العلنية التي لا تستثني أحداً.. عبر مراحل حياتها..
تقليديٌّ أنت
كوجه أمي
مملٌّ
كدميتي
كونك تحبٌّني
لا يمنحك حق التجول
في مدني المتحضّرة
أو يكفل لك العبور
من أبواب أوردتي
هل تستطيع إنقاذ قلبي
من تحت قدم الدنيا
ذات الكعب المدبب؟.

هنا لا تسأل الشاعرة بقدر ما تعتقد أنه لا يستطيع إنقاذها من الهرس.. من الضغوط الهائلة..بطريقته التسلطية..
فقط
أود الانفلات من نطاق الجاذبية
لأطير كفراشة
بين عينيك
السيارات المتوحشة
تتسابق لافتراسي
يزداد ضغط الخوف على قلبي
بينما أنت منصهرٌ
بغرفة «شات» باردة.

تندغم الحالة الفردية بالمكان ولا تنفصل عن المدينة الموسومة بالتوحش وبقدرة عالم الاتصالات الحداثي على تحويل البشر إلى كائنات انعزالية تحترق دواخلها ببرود شديد.

ضم الكتاب مجموعة من القصائد مهداة إلى أصدقاء الشاعرة حنان شافعي منهم محمد فرج، وسام هاشم، أقتطف من قصيدة - رسالة إلى كذاب - المهداة إلى باسم قهّار..
تهربُ إلى دمٍ أبرد
إلى عواصم أكثر تحضراً
تغيّرُ أوراق هويتك بين عام وآخر
لكنك حتماً لن تغير رائحتك
مثلما لن ينجح لسانك في الخروج من مستعمرة
اللغة
رغم كل ادّعاءاتك
مع تلك المفردات البسيطة يسطع صدق مباشر دون تنميق أو مواربة، أو احتيال على معاني اللغة.. لعل الشاعرة لا تفكر بالاشتغال على اللغة، أو اختصار السرد بقدر ما تفكر بالاشتغال على الحالة.. على الفكرة .. على تدفق الجملة كما تحسّها... دون التقيد بما يمليه عليها نسق الكتابة.
أعلنت لنا في أكثر من قصيدة، أنها تجرب .. و مستعدة لدفع الثمن... و حنان شافعي شابة تجاوزت العشرين بأعوام قليلة.. فهل ما قدمته - مانيفيست تمرد - يخرج من (شباب النت) إلى عالم الشعر العربي المعاصر، ويحوّل الشعر إلى رسائل تبتعد عن التأمل الضبابي.. ربما!.
يستقبلني المترو
بوجهه الممتعض
أدفن رأسي بالجريدة اليومية
أتخلى عن أعضائي
واحداً تلو الآخر
أتضاءل.. أتضاءل
كي لا يلاحظ أحدٌ
شذوذ أفكاري.

شعر: على طريقة بروتس
المؤلفة: حنان شافعي
دار شرقيات للنشر و التوزيع - القاهرة- 2009

صحيفة "البعث" السورية
5 يوليو 2010

استجابة لتحقيق "الإمارات اليوم" حول أرشيف المسرح الوطني

"مسارح الشارقة" تعتبره تقصيرا وتتحمل المسئولية

حنان شافعي-الشارقة

أعلن مدير مجموعة مسارح الشارقة، محمد بن جرش عن مبادرة للتعاون مع مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني فيما يتعلق بمشروع "الأرشيف الرقمي" الذي يتولى المسرح الوطني إعداده منذ مطلع العام الحالي. جاء ذلك عبر تصريح خاص "للإمارات اليوم" ،مساء أول من أمس، كاستجابة فورية  للتحقيق الذي نشرته في اليوم نفسه حول حاجة المشروع إلى مزيد من الدعم باعتباره مشروعا هاما يؤرخ للحركة الثقافية في دولة الإمارات خلال العقود الثلاثة الماضية

كان الممثل والمخرج الإماراتي، أحمد الجسمي قد صرح بتبني إدارة المسرح الوطني  لفكرة تحويل المكتبة المرئية والمسموعة التي يملكها المسرح، وتشمل توثيقا لأغلب الفعاليات الثقافية التي حدثت في الدولة منذ ثلاثين عاما، إلى التقنية الرقمية باستخدام الأقراص المدمجة وذلك بعد ترميم المواد ومعالجة عيوبها إلا أنه عبر في الوقت نفسه عن أسفه لضعف إمكانيات المسرح في مقابل ما تحتاجه الفكرة الطموحة من تكلفة باهظة لضمان الحصول على "أرشيف رقمي" بمواصفات عالمية. وتعليقا على ذلك قال مدير مجموعة مسارح الشارقة، محمد بن جرش "إنه لشرف للمجموعة أن تسعى للإسهام في إنجاز مثل هذا المشروع على أكمل وجه إذ يأتي الحفاظ على تراث الحركة الثقافية والمسرحية في الإمارات بشكل عام  ضمن الأهداف الأولى لنا، بل إنني أعتبر نفسي، كمسئول عن مجموعة مسارح الشارقة، مقصرا أمام الرأي العام والجمهور فيما كشفه تحقيق الإمارات اليوم أول من أمس".

منجم ثقافي

وأكد بن جرش أن مشروع إعداد أرشيف لما يمتلكه المسرح الوطني من مواد مرئية أو مسموعة أو صور ليس مسألة سهلة وينبغي التعامل معه بدقة وجدية متناهية لكي يتم إنجازه على أعلى مستوى وباستخدام أحدث التقنيات الرقمية لافتا إلى أهمية تلك المواد من حيث التأريخ للماضي وتشكيل أساس حقيقي وقوي للحاضر. يقول "من ليس له ماضي لن يكون له حاضر وهذا الأرشيف يعد بمثابة منجم ثقافي يحتاج إلى رعاية وحسن استغلال" مشيرا إلى ما يكتنزه من خبرات السنوات الماضية واحتياج شباب الحاضر إلى التعلم والإقتداء بهذه الخبرة. ويضيف مدير مجموعة مسارح الشارقة أن مبادرته لتدعيم مشروع "الأرشيف الرقمي" تأتي في إطار إستراتيجية المجموعة ودورها الذي حدده المرسوم الأميري منذ إنشائها وهو "نشر الوعي المسرحي بين أبناء المجتمع والعمل على تنشيط الحراك الثقافي بصورة عامة" وبالتالي "تصب أهمية الحفاظ على هذا الأرشيف في صميم أهدافنا لأنه لا يخص المسرح فقط كما يحتوى على مواد فنية نادرة وغير متوفرة لدى مؤسسات أخرى".

رؤية شاملة

وتوضيحا لأهداف مجموعة مسارح الشارقة التي لا يزال الجمهور في دولة الإمارات يكتشفها تدريجيا قال مديرها،محمد بن جرش "لدينا رؤية ثقافية شاملة تعمل من خلال إستراتيجية واقعية وطموحة في آن واحد وذلك من خلال خطط طويلة وقصيرة الأجل" مشيرا إلى عمل المجموعة على مستويات عدة ما بين توعية الجمهور بأهمية المسرح ودوره في الحوار الحضاري والثقافي داخل الدولة و تفعيل أنشطة المسرح عبر تشجيع الفرق المختلفة ومساندة أفكارهم ومشروعاتهم المسرحية، إضافة إلى توسيع دائرة الحراك الثقافي والفني من خلال التنويع في أشكال وخلفيات الفرق والأنشطة التي ترعاها المجموعة "بدليل استضافة فرق غنائية ومسرحية من دول أخرى لتأتي وتقدم فنها داخل الشارقة كشكل من أشكال الانفتاح على الآخر وتوسيع دائرة نشاط المجموعة على المستويين المحلى والدولي". وأكد بن جرش على جدية الرسالة الثقافية لمجموعة مسارح الشارقة نافيا في الوقت نفسه أن تكون مملة أو غير جاذبة وذلك عن طريق تقديم عروض مسرحية للطفل وعروض كوميدية وجادة بحيث تناسب كل الأذواق وتوفر لأفراد المجتمع مع اختلاف أعمارهم وخلفياتهم عنصري الترفيه والتوعية، مشيرا إلى طموح المجموعة بأن "يكون لها دورا تاريخيا ينعكس على الأفراد جيلا بعد جيل بحيث يتذكرون كيف أسهمت المجموعة في ثقل وتثقيف شخصياتهم".

خطوات عملية

وحول كيفية تفعيل الرؤية الشاملة لمجموعة مسارح الشارقة قال محمد بن جرش" رغم أن المجموعة لا تزال تخطو خطواتها الأولى، فإننا  تمكنا خلال هذه الفترة القصيرة من تكوين قاعدة جماهيرية محلية  وإقامة عدد من الأنشطة الناجحة وذلك عبر خطوات عملية متأنية تخلو من البهرجة الزائفة" حيث تعمل المجموعة على لم شمل الفرق المسرحية والاجتماع بها بصورة دورية لمناقشة ما لديهم من أفكار ومشروعات يمكن تنفيذها على أرض الواقع ، كان آخرها مسرحية "عجيب غريب" التي تقدم بها الفنان أحمد الجسمي وتحمست المجموعة لإعدادها وعرضها على الجمهور خلال أيام عيد الفطر المبارك ، على خشبة مسرح قصر الثقافة .

هناك أيضا دعم من مجموعة الشارقة المسرحية للفرقتين اللتين تستعدان للمشاركة في مهرجان المسرح الخليجي وهما فرقة مسرح الشارقة الوطني وتقدم عملا من إخراج الفنان الإماراتي محمد العامري، وفرقة مسرح الفجيرة والوطني وتقدم عملا من إخراج الفنان حسن رجب، أما الدعم فهو توفير قاعات عرض معهد الشارقة للفنون المسرحية لاستغلالها في إنجاز "البروفات" والاستعدادات اللازمة للمهرجان، يقول بن جرش "لا يمكن أن تتوانى المجموعة في تدعيم كلا الفرقتين على السواء لأنهما يعملان لتمثيل دولة الإمارات في فعالية دولية وهذا هو الأهم " مشيرا إلى حرص المجموعة على إعداد وتشجيع الكوادر الوطنية بشكل عام وفي جميع الإمارات لأنه "لا يجوز الحديث عن حراك ثقافي حقيقي دون حيادية " وشراكة بين  مختلف الفنانين والمثقفين.    


Monday, September 13, 2010

بعد تنافس 6  متسابقين من 10 دول عربية
المغربي نور الدين شقرون يتوج بلقب منشد الشارقة
حنان شافعي-الشارقة
أسدل الستار مساء أمس الأول على النسخة الخامسة من برنامج “منشد الشارقة” بتتويج المنشد المغربي نور الدين شقرون الذي نجح في انتزاع لقب "منشد الشارقة 5"، وذلك خلال السهرة الختامية من البرنامج والتي استضافتها قاعة المدينة الجامعية بالشارقة. حصل شقرون على جائزة قيمتها مائتا ألف درهم وسيارة فاخرة بعد تنافس شديد ما بين المتسابقين الستة الذين ترقوا إلى المرحلة النهائية ليحل في المركز الثاني المنشد العراقي "سيف الله يحيى" وحصل على مبلغ مئة الف درهم،  فيما حصل المنشد الإماراتي أحمد امباسي على المركز الثالث ونال مبلغ خمسون ألف درهم، حيث كان ممن تميزوا في جميع حلقات البرنامج ،وحصل على المركز الرابع المنشد عبد الحميد الكيومي من عمان والخامس المنشد حسان مؤنس من سوريا فيما حل محمد عباس من السودان في المركز السادس.
حضور جماهيري

وحظيت السهرة باهتمام جماهيري وحضور كبير تقدمه سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشارقة للإعلام رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، و نائب رئيس مجلس مؤسسة الشارقة للإعلام مدير دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، عبدالله العويس   ، و عضو المجلس التنفيذي بالشارقة، خميس بن سالم السويدي . كما حضر الرعاة الرئيسيون والمساهمون في مقدمتهم مدير عام اتصالات الشارقة والإمارات الشمالية،عبد العزيز تريم و المدير الإقليمي في الشارقة والإمارات الشمالية ل “إيه جي إم سي” ممدوح خيرالله ،وعدد كبير من مدراء ومسئولين الدوائر الحكومية في الشارقة إضافة إلى ممثلي من سفارات وقنصليات دول المنشدين وفاق الحضور الجماهيري جميع التوقعات.

كان الحفل قد بدأ بقيام سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي بتكريم رعاة البرنامج وأعضاء لجنة التحكيم وعدد من الملحنين وفرقة النهام الإماراتية، ثم قدم المذيع محمد خلف المنشدين واحدا تلو الآخر مرتديا كل منهم كوفية تحمل علم بلاده، ثم قدموا أنشودة جماعية بمصاحبة مدرب الأصوات، وسيم فارس بعنوان “رسول الله حبيب الله” و"طلع البدر علينا".

دور لجنة التحكيم

وبدأت المسابقة بالمنشد السوري حسان مؤنس الذي احتل لاحقا المركز الخامس في المسابقة وأدى الموال القصير تبعه بأنشودة “سلاماً” لكنه لاقى انتقاداً من اللجنة على اختيار اللحن المتكرر وعدم تعامله مع النفس بشكل جيد، ثم تبعه نور الدين شقرون من المغرب الذي مزج في أدائه البديع بين مقام النهاوند والعجم في أنشودته "مرحى" حيث انتزع التصفيق من الحضور ولجنة التحكيم التي أثنت على أدائه الرائع والمتميز من حيث الصوت والمساحة واختيار الموضوع والحضور الجميل، وكان واضحا من آراء أعضاء لجنة التحكيم اتفاقهم على ترشيحه ليكون صاحب اللقب.
بعد ذلك استهل العراقي سيف الله يحيى لوحته الإنشادية بتكبيرة العيد التي لم تكن موفقة بحسب لجنة التحكيم وقدم موال بعنوان "أنا من عراق الخير والسلام" تبعه بأنشودة "في يوم العيد" ليدخل بعده العماني عبد الحميد الكيومي ويمتع الحضور بلوحة إنشادية لاقت استحسان كبير من لجنة التحكيم رغم أنه برأيها لم يستغل أكثر من 40% من مساحة صوته  إلا أنه استطاع إيصال رسالة جميلة وهادفة من خلال كلماته وأدائه، وبتصفيق وتفاعل كبيرين أطل المنشد الإماراتي الذي حل لاحقاً في المركز الثالث على خشبة المسرح حيث أدى موالاً قصيراً وأنشودة من اللون الإماراتي بعنوان "يا الإمارات"،  ولم يوفق السوداني محمد عباس الذي تميز وأمتع الحضور في جميع أمسيات منشد الشارقة 5 في اختياره للنشيد الذي تنقل فيه بين المقام الخماسي والعجم حيث رأت لجنة التحكيم أنه خرج عن الإيقاع أكثر من مرة وكانت لوحته تحمل نوعاً من الرتابة وحل السوداني سادساً في الظهور والنتائج .
فوز غير متوقع
وعقب إعلان النتائج قال المنشد المغربي المتوج بلقب النسخة الخامسة إنه لم يتوقع الفوز لأن "التنافس كان شديدا من كافة المتسابقين لذلك فوزه يعتبر حلماً وتحقق بتوفيق من الله ودعاء والديه و دعم ومساندة الجمهور".
 من جانبه أكد مخرج البرنامج، علي فتوني أن تلفزيون الشارقة يحرص دائماً على تقديم الرسالة الإعلامية الهادفة البعيدة عن النوعية الهابطة، وأن برنامج المنشد يعتبر من البرامج الرائدة والمتميزة التي يقدمها تلفزيون الشارقة حيث حققت نجاحاً كبيراً على الصعيدين العربي والإسلامي و"أعاد الإنشاد الديني للظهور مرة أخرى كما استطاع أن يرفد الساحة الإنشادية بمجموعة من المنشدين المتميزين".

و قال المنتج المعد للبرنامج ، نجم الدين هاشم أن الإحصاءات تشير إلى أن برنامج منشد الشارقة يحظى بمشاهدة عالية بين أفراد المجتمع وبنسبة يمكن أن تضعه في المركز الأول بين البرامج التي تقدم في الفضائيات على المستوى العربي ،مؤكداً على أن الهدف من برنامج منشد الشارقة قد تحقق حيث أصبح النشيد الديني بارزاً كفن إسلامي راقٍ يهتم بالكلمة الهادفة واللحن العذب الراقي والتركيز على القضايا الإيمانية والاجتماعية.

Tuesday, September 7, 2010


من البرامج الأساسية على تليفزيون الشارقة

"ملح وسكر" المائدة العربية ببساطة  

حنان شافعي-الشارقة

تستمر أيام الشهر الكريم ومعها نحتاج إلى التغيير والتجديد في المائدة الرمضانية التي نلتف حولها كل مساء وقبيل بزوغ اليوم الجديد ، هذا ما يحرص على تقديمه برنامج الطهي "ملح وسكر" الذي يذاع يوميا على الهواء مباشرة على شاشة تليفزيون الشارقة حيث يهتم فريق العمل بإعداد وتقديم كل ما هو جديد وبسيط في محاولة لمساعدة الأسرة العربية على التمتع بهذه المناسبات الدينية والاجتماعية.  يقول مقدم البرنامج الرئيس التنفيذي للطهاة بمطعم لفيف التابع لنادي سيدات الشارقة، الشيف ماجد الصباغ "أشعر بسعادة غامرة للعودة إلى المشاهدين على الهواء مباشرة خاصة وأن مدة البرنامج هذا العام وصلت إلى 45 دقيقة مما يساعدني على تلبية طلبات واستفسارات الجمهور التي تصل إلى البرنامج" إذ يعد برنامج "ملح وسكر" من أشهر البرامج التي تقدم على تليفزيون الشارقة ويتابعها قطاع عريض من المشاهدين سواء داخل الوطن العربي أو العرب المقيمين في دول أوروبية ويأخذهم الحنين إلى المطبخ العربي.

فن الاستعداد

ويؤكد الشيف ماجد الصباغ أن تجربة تقديم برنامج للطهي كانت بمثابة تحد كبير بالنسبة له من حيث كيفية إرضاء كل الأذواق وتقديم ما يتناسب وتوقعات ربات البيوت خاصة في ظل وجود برامج عديدة للطبخ خلال العام وكثرتها ومتابعة الجمهور لها خلال المناسبات الاجتماعية التي تحتفي بالمطبخ مثل شهر رمضان، يقول الصباغ "في البداية لم أتوقع حجم مشاهدة كبير لكني شعرت بالمسؤولية عندما بدأ البرنامج يتلقى ردود أفعال المشاهدين من داخل دولة الإمارات وخارجها سواء عن طريق الهاتف أو البريد الإليكتروني مما دعاني إلى مزيد من الاجتهاد والاستعداد الجاد لبرنامج سواء في كيفية تقديم الوجبات الغذائية أو النصائح المتعلقة بأنواع الأكل وأدوات المطبخ" مشيرا إلى حرصه على تعزيز الجانب المعرفي لدى سيدة المنزل أو المسؤل عن المطبخ في البيوت العربية معللا ذلك بأن صحة الأفراد تبدأ من اختيار الأطعمة ومكوناتها وتنتهي بكيفية إعدادها وتناولها.  

وخلال الأسبوعين الماضيين من شهر رمضان المبارك قدم الشيف السوري ماجد الصباغ عددا من الأكلات المحببة لدى الأسر الخليجية والعربية بصورة عامة فضلا عن تنويعات من المطابخ المنتمية إلى ثقافات مجاورة مستندا إلى التنوع الذي تتميز به دولة الإمارات من ثقافات متعددة تنعكس بالأساس على السلوك الغذائي، يقول"حرصت منذ الأيام الأولى على تشجيع السيدات على إعداد قوائم غذائية لما تفضله الأسر في رمضان واقترحت عليهم تثبيت بعض الأطباق الخفيفة على المائدة كالشربة مثلا ثم التنويع في الأطباق الرئيسية لأن مبدأ الاستعداد الجيد يوفر عليهن الكثير من الوقت والتعب خاصة وإن نهار رمضان لا يحتمل الكثير من المجهود".

أكلات إماراتية

أما الجديد الذي يقدمه برنامج "ملح وسكر" هذا العام فهو استضافة سيدتين  إماراتيتين هما "أم عبد الله" و"أم شمه" تجدن إعداد أصناف الأكلات المحلية بطريقة احترافية وتلقائية في آن واحد كنوع من التجديد واختصار المسافات بين ما يقدمه البرنامج وما تمارسه ربة المنزل بصورة طبيعية. تقول أم عبد الله "أصنع جميع الأكلات الشعبية وأشترك في المهرجانات والحفلات التراثية حيث يحرص الكثيرون على تذوق ما أطبخه بيدي وفي مطبخي الخاص" مشيرة إلى أن الأكلات الشعبية لا يمكن أن تصنع بطريقة جيدة كما يحدث في البيوت وبطريقة تقليدية متوارثة عن الآباء والأجداد. وحول فكرة تقديم الأكلات التي تجيد طبخها على شاشة التليفزيون قالت أم عبد الله ،التي كانت موظفة سابقة بإحدى المستشفيات، "حقيقة تخوفت بعض الشئ من الظهور في التليفزيون لكن أولادي شجعوني مثلما شجعوني في البداية على فكرة احتراف طهي وبيع الوجبات التقليدية والمشاركة في فعاليات تراثية بعد تقاعدي عن العمل" لافتة إلى أنها تعلمت كيف تجيد مثل هذه الأكلات المحلية بل والأوروبية من زوجها الذي كان يعمل طباخا في الجيش البريطاني لمدة 15 عاما وكذلك في مؤسسات أخرى بعد تركه للجيش، وبدورها قامت بتعليم بناتها قبل زواجهن.

الكاميرا  في المطبخ

وكالعادة لا يقف نجاح أي عمل تليفزيوني عند ما نشاهده على الشاشة بل يكمن وراء هذا النجاح مجهود ضخم لفريق عمل كبير يقوده المخرج ، وفي حالة برنامج "ملح وسكر" تظهر بوضوح اللمسة النسائية للمخرجة الموهوبة ريهان عمران التي تقول"أشعر بسعادة كبيرة لنجاح البرنامج واستمراره على مدار العام وخاصة في شهر رمضان الذي يحظى بنسبة مشاهدة عالية، وقد وضعت كل فريق العمل على أهبة الاستعداد من قبل بداية الشهر الكريم كما أحرص على حضور الجميع يوميا قبل خروج البرنامج على الهواء مباشرة بساعتين على الأقل" مشيرة إلى أن إخراج برامج الطبخ ليست بمهمة سهلة إذ يمتلأ العمل بالتفاصيل والمواد كما أنه "يتجه بالأساس إلى فئة نسائية وهو ما يعني تركيزهن على أدق التفاصيل".

وحرصا على توفير عناصر الجذب تقول مخرجة "ملح وسكر" "أؤمن بأن الريموت أقرب إلى المشاهد مني لذلك لابد أن أوفر عناصر المتعة والسرعة في الوقت نفسه سواء من خلال ما يقدمه الشيف من وجبات ونصائح متنوعة أو من خلال أدوات الإخراج مثل استخدام الكاميرات أو تقطيع الفواصل" مشيرة إلى أنها تعمل باستخدام أربع كاميرات من بينهم الكاميرات المحمولة التي تكسر تقليدية الصورة وتصنع شكلا من الحميمية بين المشاهدين وما يقدم على الشاشة. وتضيف المصرية ريهان عمران "يلعب الديكور دورا مهما في برامج الطبخ لذلك حرصت على أن يكون ديكور ملح وسكر حديثا وبألوان زاهية أنثوية "الأحمر" لكنه في الوقت نفسه بعيدا عن المبالغة" لكي يشعر المشاهد وكأنه في بيته وليس في معرض للأثاث .

من جانبه عبر مصور "ملح وسكر"، عقبة ربيع،الذي يتعامل مع الكاميرا الرئيسية للبرنامج، عن ارتياحه للعمل في برنامج له شعبيته مثل هذا البرنامج وخاصة في الحلقات المباشرة "لما فيها من فرصة للإبداع وبعد عن التطويل وتدخلات المونتاج". يقول ربيع "هذه كاميرا جمالية أكثر منها فنية، تتحرك في جميع الزوايا بحثا عن اللقطة الأكثر وضوحا لما لها من عدسة عريضة تستوعب المطبخ كاملا في معظم الأحيان" ويؤكد على أهمية جودة الصورة في برامج الطبخ وكيفية إظهار حركة الشيف وأيضا مكونات الوجبات التي يقدمها.    

حفاظا على تاريخه الذي يتجاوز الثلاثين عاما

أرشيف رقمي لمسرح الشارقة الوطني

حنان شافعي-الشارقة

قال الممثل والمخرج الإماراتي رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني، أحمد الجسمي أنه يجري العمل على قدم وساق لإنجاز مشروع "الأرشيف الرقمي" الهادف إلى تحويل كل ما يملك مسرح الشارقة الوطني من مواد أرشيفية مسموعة أو مرئية من تقنية الشرائط التقليدية القديمة (في إتش إس) إلى تقنية الديجيتال الحديثة وذلك بنسخها على أقراص مدمجة وتصنيفها بحسب نوع المادة من أمسيات شعرية أو مسرحية و تاريخ تسجيلها فضلا عن المشتركين فيها أو القائمين عليها سواء كانوا شعراء أو مسرحيين. وتتنوع المواد الفنية والثقافية التي يضمها أرشيف المسرح الوطني ما بين عروض مسرحية وندوات ولقاءات خلال المهرجانات و أمسيات شعرية وثقافية عامة كانت تقام في الشارقة خلال استضافتها لأبرز الشعراء والفنانين على مستوى الوطن العربي بصفة عامة.

تأريخ

ويؤكد الجسمي أن مسرح الشارقة الوطني "هو العربة التي تجر قاطرة المسرح في إمارة الشارقة وفي دولة الإمارات بشكل عام" وبالتالي فهو يملك مكتبة مرئية و مسموعة تضم رصدا لما حفلت به الحياة الثقافية في الشارقة خلال العقود الثلاثة المنصرمة،يقول "لدينا في مسرح الشارقة الوطني منجزا فنيا يتجاوز في ضخامته المحطات التليفزيونية بكل ما تملكه من مواد تضمن استمراريتها لذلك فكرنا في الحفاظ على هذا التراث بترميميه و تحويله إلى تقنيات حديثة تضمن بقائه لفترات أطول كي تستفيد منه الأجيال الجديدة" مشيرا إلى أهمية توعية الأجيال الجديدة وتعريفها بإنجازات السابقين ومن ثم يمكنهم البناء عليها وتطويرها. ويضيف مدير مسرح الشارقة الوطني أن عملية الأرشفة لن تتوقف عند مجرد النسخ المباشر بل "هناك بعض التعديل من حيث إصلاح العيوب الفنية في الصوت أو الصورة بطريقة لا تحدث أية تغييرات في المادة الأصلية للعمل" مشيرا إلى وجود خطة طموحة للاستفادة من كل ما تشمله مكتبة المسرح الوطني من مواد أرشيفية مثل صور العروض والشخصيات الفنية و الصور الإعلانية للأعمال "بوسترات" و حتى ملابس العروض التي "بإمكانها وحدها أن تشكل معرضا ضخما يبهر الجميع".

المؤسساتية

وبرغم الطموح القوي لمجلس إدارة المسرح الوطني والرغبة في إضفاء لمسة حقيقة من التطوير، عبر الفنان أحمد الجسمي عن أسفه لعدم وجود ميزانية تدعم مثل هذا المشروع الذي يحتاج إلى فريق عمل ضخم يتحمل مسؤولية الأقسام المختلفة للأرشيف حيث "يتطلب العمل في مثل هذا المشروع نوعا من المؤسساتية التي تضمن توزيع الأدوار وتقسيم العمل إلى مراحل وبالطبع دفع رواتب" وهو ما يعجز عنه المسرح الوطني الذي يعتمد على التبرعات والجهود الفردية باعتباره فرقة أهلية تحتاج إلى مزيد من الرعاية والدعم "حفاظا على تاريخها الممتد ولضمان استمرار عطائها الفني للأجيال الجديدة". 

من ناحية أخرى قال المدير الفني لمسرح الشارقة الوطني والمسئول المباشر عن مشروع الأرشيف الرقمي ، محمد شيخ الزور "دائما ما يسعى مسرح الشارقة الوطني إلى تطوير أدواته الخاصة بالمتابعة والتأريخ للحركة المسرحية والثقافية في الدولة بصفة عامة فقد امتلك أحدث أنواع كاميرات التصوير في الثمانينات ثم لجأ إلى استخدام شرائط الفي إتش إس في التسعينات والآن نحن نحاول مواكبة التكنولوجيا الحديثة باستخدام التقنية الرقمية" مشيرا إلى أهمية ما يملكه المسرح الوطني من مواد أرشيفية تشمل معظم العروض المسرحية التي قدمت في "أيام الشارقة المسرحية" خلال دوراتها الأولى وذلك لكل الفرق المسرحية وليس فرقة المسرح الوطني فقط ، أيضا يضم الأرشيف  فعاليات إتحاد الكتاب والأمسيات الشهيرة التي كانت تقام في "قاعة إفريقيا" و "ندوة الثقافة والعلوم في دبي" والعروض المسرحية التي قدمت في كل من أبو ظبي ورأس الخيمة.

تسجيلات نادرة

ويؤكد شيخ الزور أن الفرق الأخرى نفسها قد لا تملك مواد مسجلة أو مصورة لأعمالها القديمة وبالتالي تصبح النسخة المتوفرة لدى مسرح الشارقة الوطني "هي الوحيدة و الأصلية" ومن هنا تأتي أهمية المشروع من حيث الحفاظ على  هذه المواد وتوفيرها للباحثين والمهتمين بالحركة المسرحية في دولة الإمارات خلال الثلاثين عاما الماضية. وحول آليات العمل في مشروع إعداد أرشيف رقمي لمسرح الشارقة الوطني، قال المدير الفني للمسرح"بدأ العمل في المشروع منذ مطلع العام الحالي ومن المزمع أن ننتهي منه بنهاية هذا العام وقد أنجزنا بالفعل ما يقرب من 50 بالمائة من المهام التي ننوي الاشتغال عليها" حيث يتم العمل من خلال مراحل تبدأ بمشاهدة الشرائط المتاحة وتقرير ما إذا كانت تحتاج إلى بعض الإصلاح أو الترميم ومن ثم انتقالها إلى مرحلة النسخ على أقراص مدمجة "سي دي" بمواصفات عالمية، يلي ذلك طباعة الغلاف الخارجي للاسطوانة وكذلك طباعة محتوياتها أو المعلومات التعريفية الخاصة بها على القرص من الخارج، وأخيرا سوف يتم فهرست الأقراص ،بحسب موضوعاتها، على الحاسب الآلي الخاص بمسرح الشارقة الوطني لكي يسهل البحث عنها وإيجادها بسهولة.

ويوضح محمد شيخ الزور الذي يعمل مديرا فنيا لمسرح الشارقة الوطني منذ بداية تأسيسه والذي شارك بنفسه في تصوير بعض العروض والأنشطة الثقافية، أنه مع الانتهاء من مشروع تحويل أرشيف مسرح الشارقة الوطني إلي التقنية الرقمية "سوف نحصل على أكثر من 2000 اسطوانة مدمجة منسقة حسب نوع الفاعلية وتاريخها إبتداءا من عام 1981 وحتى عام 2009 وسوف تصبح متاحة للمشاهدة والاستعارة  بشرط الحفاظ عليها من التلف" ويضيف المسئول عن مشروع الأرشيف الرقمي للمسرح الوطني بالشارقة أن "هناك طموحات ومشاريع أرشيفية أخرى تتعلق بآلاف الصور الفوتوغرافية التي يمتلكها المسرح الوطني وكذلك الأرشيف الصحفي الضخم الذي يؤرخ لكثر من رواد المسرح على المستويين النقدي والفني" مشيرا إلى أنه بالانتهاء من مرحلة الأرشيف المرئي سوف يتم البدء في العمل على الأرشيف الصحفي والصور.