جديد المخرج الإماراتي محمد العامري
"حرب النِعَل" صيادون على الخشبة
حنان شافعي –الشارقة
تصوير: ساتيش كومار
قال الممثل والمخرج الإماراتي محمد العامري أنه يستعد للمشاركة في الدورة القادمة من مهرجان المسرح الخليجي، أكتوبر 2010، من خلال عرض مسرحي جديد تحت عنوان "حرب النعل" من تأليف إسماعيل عبد الله وبطولة عدد من نجوم الإمارات في مقدمتهم أحمد الجسمي و عبد الله صالح و ناجي جمعه ، ومن الشباب مروان عبد الله صالح و أحمد مالله إضافة إلى الممثلة الشابة بدور التي تؤدي دور الأنثى الوحيد في المسرحية، كما يتولى مهمة مساعد المخرج الفنان محمد حسين.
وأكد العامري "للإمارات اليوم" أنه يسابق الزمن من حيث الاشتغال على النص وإعداد الفريق للدخول في أجواء العمل، وفي الوقت نفسه تنفيذ بروفات واقعية على خشبة المسرح، تتضمن باقي عناصر العمل من حيث الديكور والملابس وفريق الكورس، مشيرا إلى اهتمامه بأي عمل مسرحي سوف يحمل اسمه سواء كان بهدف المشاركة في مهرجان أو لا "فالمهم هو خروج العمل على نحو جيد ومتقن على مستوى الكلمة والأداء والإبهار البصري، وكلما كان يحترم ذائقة الجمهور كلما أمكنه المنافسة في أي محفل مسرحي بالداخل أو الخارج".
مرونة النص
تم كتابة مسرحية "حرب النعل" خصيصا لتقديمها في مهرجان المسرح الخليجي حيث تم مناقشة موضوعها بين المؤلف والمخرج فيما يشبه ورشة العمل إلى أن خرجت في شكلها النهائي الذي يجمع بين اللغة العربية الفصيحة واللهجة الإماراتية القديمة. يقول المخرج محمد العامري" تعود فكرة العمل إلى المؤلف إسماعيل عبد الله وقد خرجت باللهجة القديمة لأنها تناسب موضوعها والبيئة التي تتحدث عنها لكننا لا نتوقف عن الاشتغال على النص، فيما يشبه ورشة للكتابة، حتى اللحظة الأخيرة سواء من حيث الاختصار بما بلائم الوقت أو تطويعه للانسجام مع العناصر المسرحية الأخرى" مشيرا إلى أهمية تميز النص المسرحي "بالمرونة الكافية" لاتساع مساحة التأويل "حيث تبدأ رحلة البحث في كيفية تحويل النص من شكله المقروء إلى شكله المرئي من خلال جماليات الشكل التي تقوم على الديكور والسينوجرافيا فضلا عن المؤثرات السمعية من موسيقى حية، إذ يدرب العامري فريق الكورس على الغناء و العزف المباشر، إضافة إلى تحولات العرض من داخل فريق الممثلين.
وحول موضوع العرض قال العامري"تدور أحداث المسرحية في المنطقة الشرقية حيث يعيش الأفراد على أنشطة الصيد التي تمثل لهم الدخل الأساسي وتحديدا طريقة صيد مميزة تسمى "بالضغوة" وفيها يقوم الصيادون بتوزيع الأدوار بينهم في الصيد، ومن ثم يوزعون حصيلة الأسماك أيضا إلا أن البعض من الأقوياء يجور على حق البسطاء منهم ويشتد الصراع". ويصف مخرج "حرب النعل" مثل هذا الصراع بأنه إنساني/ إنساني و إنساني/بيئي وبالتالي فهو "صراع معقد" يعكس مدى تأثير البيئة على حياة الإنسان و دورها في إشعال الصراع بينه وبين بني جنسه و"هو ما يشكل أنماطا من الخطر الذي يهدد حياة الناس في أي مجتمع مهما طرأ عليه من تطور أو معطيات حياتية جديدة".
الموروث الشعبي
وردا على سؤال حول تقديم عمل من البيئة الشعبية لدولة الإمارات قال العامري "مجتمع الصيادين هو البيئة الشعبية الأكثر ثراء إذ تتضمن كل ما يمكن قوله عن المواطن الإماراتي بكل ما طرأ عليه من تحولات اجتماعية واقتصادية، وبخاصة مجتمع الضغوة الذي لا يزال قائما وقريبا منا بكل ما يحمل من عناصر موروثة"، لافتا إلى أن الصراع الذي يشهده هذا المجتمع لا يتوقف عند مستوى المحلية فقط، بل هو صراع بشرى يمكن تطبيقه على أي مجتمع آخر.
ويضيف العامري أنه لا يقتصر على تقديم شكلا معينا من الأشكال المسرحية لكنه حينما اتجه إلى الشكل المحلى ومع البحث المستمر خلف ما يحمله الموروث القصصي "و
جد فيه من الثراء الإنساني ما يوفر كل عناصر الجذب المسرحي مثل الديكور الذي يستخدم فيه عناصر من البيئة الطبيعية البسيطة وكذلك الملابس. يقول "كان لابد من إعادة التفكير في كيفية تقديم المسرحيات الشعبية بمعني التجريب الشعبي وليس ما تعودنا عليه في السابق على كتل من الديكورات القديمة على المسرح فضلا عن الأداء التقليدي للممثلين"، هذا بخلاف خصوصية البيئة والثقافة الخليجية التي تتعلق بمهرجان المسرح الخليجي وكل ذلك ينطبق على ما تقدمه مسرحية "حرب النعل" وبالتالي هي الأنسب للمشاركة في مثل هذا المهرجان.
جد فيه من الثراء الإنساني ما يوفر كل عناصر الجذب المسرحي مثل الديكور الذي يستخدم فيه عناصر من البيئة الطبيعية البسيطة وكذلك الملابس. يقول "كان لابد من إعادة التفكير في كيفية تقديم المسرحيات الشعبية بمعني التجريب الشعبي وليس ما تعودنا عليه في السابق على كتل من الديكورات القديمة على المسرح فضلا عن الأداء التقليدي للممثلين"، هذا بخلاف خصوصية البيئة والثقافة الخليجية التي تتعلق بمهرجان المسرح الخليجي وكل ذلك ينطبق على ما تقدمه مسرحية "حرب النعل" وبالتالي هي الأنسب للمشاركة في مثل هذا المهرجان.
التمثيل الدولي
من جانب آخر عبر المخرج الإماراتي محمد العامري عن قلقه الشديد بشأن مسرحية "حرب النعل" الذي يعدها للمشاركة في مهرجان المسرح الخليجي مفسرا ذلك بعدة أسباب قد تبتعد أو تقترب من المهرجان، يقول "لا أبنى فني على نجاحات سابقة بل يزيدني النجاح قلقا وتصبح المسئولية أكثر صعوبة لكي أقدم عملا جديدا أكثر نضجا ونجاحا" مشيرا إلى أنه يركز على جودة العمل وإتقان عناصره انطلاقا من طموحه الفني غير المحدود وليس تحسبا للمنافسة في مهرجان أو مسابقة "لأن العمل الجيد يفرض نفسه ويمكنه المنافسة في أي وقت تتهيأ فيه الظروف" . ويؤكد العامري أن المسؤولية تصبح أصعب حينما يتصدى الفنان إلى تمثيل بلده في مسابقة دولية خاصة وأن فن المسرح يشهد تحديات صعبة على المستويين المحلى والدولي، "إلا أن الفنان الحقيقي لا ينبغي أن يستسلم وأن يبحث دائما عن حلول جديدة بتطوير نفسه واستغلال التقنيات الحديثة في العناصر المسرحية ومجاراة قضايا الجمهور كي يستطيع المنافسة في ظل الانتشار السريع للتليفزيون والسينما".
ويلقب الفنان محمد العامري بحاصد الجوائز وذلك عبر مشاركاته الناجحة في مختلف المحافل المسرحية المحلية والدولية، وبرغم انتمائه لجيل الشباب في تاريخ المسرح الإماراتي يتميز العامري بجودة أعماله و اشتغاله كباحث وممثل ومصمم ديكور وفني إضاءة و مصمم ملابس وأخيرا كمخرج استطاع بأعماله السابقة أن ينال ثقة الجمهور ولجان التحكيم التي منحته الجوائز سواء كمشارك في مهرجان مسرح الشباب أو مهرجان المسرح الخليجي، يقول عن ذلك "الجوائز تعطيني وقودا لمزيد من العمل والاستمرار في تطوير أدواتي لأنها تعد نوعا من تقدير المجهود الذي بذله كل الفريق وليس المخرج وحده" مشيرا إلى حاجة الفنان إلى الدعم المعنوي والأدبي كي لا يفقد إيمانه بجدوى ما يقدمه للحركة الفنية والتواصل الإنساني بشكل عام.
ومن المزمع أن تقوم لجنة مفوضة من وزارة الثقافة باختيار العمل الذي سوف يمثل دولة الإمارات في مهرجان المسرح الخليجي هذا العام، وذلك من بين عملين في مرحلة الإعداد أحدهما "حرب النعل" لمحمد العامري عن فرقة المسرح الوطني بالشارقة، والآخر هو "السلوقي" لحسن رجب عن فرقة المسرح الوطني بالفجيرة ، وهو تقليد جديد يطبق للمرة الأولى هذا العام إذ كان الاختيار يتم تلقائيا للعرض المسرحي الفائز بجائزة "أفضل عرض مسرحي متكامل" بأيام الشارقة المسرحية .
No comments:
Post a Comment