Sunday, July 3, 2011

ثلاث سنوات فقط على إنشاءه و نجح في اجتذاب الكثيرين

بيت العود بأبوظبي..حيث تتحدث الملائكة

أبوظبي- حنان شافعي

"لغة الموسيقى" هي واحدة من أرقى اللغات التي قد يجيدها المرء، وكلما كان أكثر حظا كانت علاقته بتلك اللغة ضاربة في عمق الطفولة حيث "العلم في الصغر كالنقش على الحجر" وبهذا النوع من "النقش"، الموسيقى، يصبح الطفل أقرب إلى النضج منه إلى البساطة. هذا ما يمكن ملاحظته في معظم إن لم يكن كل الأطفال المترددين على بيت العود بأبوظبي طلبا لتعلم لغة الأوتار والأنامل سواء بالعزف على العود أو القانون. ولأن "الموسيقى هي حديث الملائكة" كما عرًفها الكاتب والمفكر الأسكتلندي ،توماس كارلايل، فإن جولة سريعة في أروقة بيت العود ،الواقعة بمنطقة معسكر آل نهيان التي تتميز بالهدوء والرقي، سوف تكشف عن أحاديث متناثرة هنا وهناك في صورة مقطوعات موسيقية متعددة يتدرب عليها الدارسون على مدار ساعات الصباح والمساء بصحبة أساتذة تخرجوا قبل سنوات في بيت العود بالقاهرة على يد الموسيقي العراقي ، نصير شمة ، صاحب الحلم بإنشاء بيت عود عربي يكون له فرع في كل عاصمة عربية، وقد بدأ من القاهرة، مطلع الألفية ، ثم في الجزائر عام 2004 ، و أبوظبي قبل 3 سنوات،  وفي طريقه إلى مدن عربية أخرى من بينها بغداد .

يقول نصير شمة تعليقا على نجاح بيت العود في أبوظبي بعد ثلاث سنوات فقط على إنشاءه " أهم ما تحقق الآن أن أصبحت لدى العائلة الإماراتية قناعة حقيقية بأن يتعلم أبناءها الموسيقى بدليل إقبال الكثيرين على تعلم العود، وكذلك العائلات الوافدة يقبل مختلف أفرادها على الالتحاق ببيت العود حتى السيدات/ الأمهات والآباء الذين يترددون على المكان مع أولادهم أصبحوا بعد ذلك ضمن طلابه" مشيرا إلى أن نجاح التجربة لا يتسنى إلا بتفاعل كافة الأطراف واندماجهم إذ يؤكد،  شمة، أن عملية اجتذاب الطلاب وأسرهم إلى بيت العود ليس بمهمة سهلة لا سيما في ظل وجود خيارات ترفيهية وتعليمية أخرى قد تكون أسهل من تعلم الموسيقى الذي يحتاج إلى بذل كثير من الجهد والمثابرة. ويضيف الموسيقى العراقي أنه إذا كانت البداية  صعبة فإن النتائج التالية غالبا ما تحمل قدرا أكبر من الإدهاش حيث "استغرق بيت العود في مصر ما يقارب العشر سنوات حتى اكتسب مكانته وأصبح معروفا ، كذلك الطلاب تبدو مهمة تعليمهم العزف على العود في البداية صعبة إلى حد كبير لكنهم سرعان ما يتقدمون ويعزفون بجودة عالية " لافتا إلى حرصه على تدريب العازفين، لاسيما الأطفال، على أداء مقطوعات موسيقية تعود إلى التراث العربي القديم "لكي تتربي لديه هوية وخصوصية يعرف بها نفسه ولا يصبح كوجبة ماكدونلدز مستهلكة ومباحة في كل مكان" على حد وصفه.

ولعل من الأشياء المدهشة في طلاب بيت العود بأبوظبي ، اختلاف أعمارهم التي تتفاوت ما بين 6 سنوات ، وهو أصغر سن قد تتم الموافقة على التحاقه للدراسة، و 50 سنة حيث يلاحظ في الحفلات التي ينضمها البيت من وقت لآخر تكون فريق من العازفين قد تفصل بينهم سنوات حياة طويلة فيما تربطهم علاقة فنية وموسيقية وطيدة. يقول شمة معلقا على ذلك "الموسيقى هي الشئ الوحيد الذي يخلق الإنسجام بين الإنسان ومحيطه لذلك لافرق بين الأفراد المنتمين إلى بيت العود مطلقا، حتى أنه لا فرق بين العازفين الدارسين والمعلمين لأن الموسيقى تختزل كل الفوارق و تصبح المستويات متقاربة مع التقدم في مستويات العزف، وأفضل مثال على ذلك، مريم، أصغر طفلة انضمت إلى بيت العود مؤخرا أصبحت تعزف ما يعزفه طلاب المعاهد، كما أن مهاراتها تفوق مهارات عازف في الأربعين". وربما كان أحد عوامل الانسجام الذي يتحدث عنه مؤسس بيت العود في أبوظبي هو شيوع جو عائلي بين المعلمين والطلاب وعائلاتهم، فمن ناحية كان المعلمون طلابا قبل سنوات قليلة في بيت العود في القاهرة، من بينهم 3 معلمين لآلة العود هم أحمد حميد ، وشرين تهامي، و علاء مدحت ثم معلم آلة القانون بسام عبد الستار، إضافة إلى معلم مادة الصولفيج ليث على حمد. ومن ناحية أخرى يتعامل أولياء الأمور مع المكان ومن فيه باعتباره جزءا من روتين حياتهم اليومية حيث يترددون عليه بصفة دائمة لإحضار أولادهم ومن ثم يتبادلون الأحاديث التي تحولت تدريجيا إلى أنشطة ومقترحات لاستغلال الوقت حتى يتنتهي حصص الأطفال التي عادة ما تتعد مدتها المحددة نظرا لانشغال الأساتذة بالموسيقى عن الوقت وهكذا.

تقول ،أمل صقر، الباحثة بمركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية ووالدة الطفل ، كريم عهدي، "كان لدي حلم بأن يتعلم ابني الوحيد العزف على الة العود وهو يعتبر من أوائل الطلاب الذين التحقوا بالمكان وشعرنا في البداية أن المسألة لسيت سهلة لكن مع الوقت تحسن مستواه وأصبح من أفضل العازفين الذين يعتمد عليهم المعلمون في حفلات البيت" مشيرة إلى أن كل من في المكان يتعاملون معها وطفلها كأسرة واحدة بداية من نصير شمة الذي يأتي إلى أبوظبي 5 أيام شهريا للإشراف على سير العملية التعليمية وإقامة الحفلات ، وحتى الأساتذة "الذين لا يبخلون على الطلاب بعلمهم" ومرورا بأسر الطلاب الآخرين الذين أصبحوا أصدقاء وصديقات لعائلتها، تقول صقر " بيت العود أصبح جزءا من حياتنا الأسرية حيث أتفق مع غيري من أولياء الأمور ونقيم جلسات ثقافية أو ترفيهية بالتوازي مع حضور أبناءنا حصصهم الموسيقية، كما نقوم بتنظيم حفلات عائلية في المناسبات نلتقي من خلالها للتعارف في حضور جنسيات مختلفة وتصبح فرصة لسماع عزف الأبناء وتشجيعهم من وقت لآخر".  

ولا تتوقف مهمة بيت العود العربي بأبوظبي عند تعليم وتدريب العازفين على آلتي العود والقانون بل تم تأسيس ورشة لصناعة العود بدعم من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، الراعي الأول للمشروع حيث قام نصير شمة بتوفير جميع أنواع الأخشاب حتى النادر منها، وكذلك أجود أنواع الأوتار وجميع مايلزم لصناعة هذه الآلة بمواصفات دقيقة ومنفردة، إسهاماً في الوصول إلى صناعة آلة العود بأرقى مستوياتها وبمعايير منافسة عالمياً من حيث الصوت والجودة والشكل المميز. وقد استعان شمة بصانع الأعود الموهوب، عمرو فوزي ، الذي قال أنه يتصف بالدأب والمثابرة والجدية في العمل لذلك أحدث نقلة نوعية في صناعة آلة العود بمصر وفي العالم العربي . ويعد وجود هذه الورشة بمثابة "عيادة"  داخل بيت العود لمعالجة كل المشاكل التي تطرأ على الآلة بسبب متغيرات المناخ التي تنعكس على الآلة الموسيقية بسرعة مذهلة، ومن هنا تأتي أهمية وجود ورشة ملحقة بكل بيت عود يُفتتح.



سيرة أدبية

·        حنان شافعي ، شاعرة ومترجمة وصحافية مصرية .
·        مواليد ديسمبرعام  1984 بمحافظة الجيزة.
·        حصلت على ليسانس الألسن في اللغة الإنجليزية والأدب والترجمة من كلية الألسن ، جامعة عين شمس، عام 2006.

·        بدأت حياتها الأدبية منذ سن مبكرة من خلال المشاركة في الأنشطة الثقافية الإقليمية، وكانت تهوى حفظ و إلقاء القصائد الطويلة والصعبة، ومع التحاقها بالجامعة ودراستها للأدب الإنجليزي بدأت مباشرة في كتابة قصيدة النثر وحضور فعاليات شعرية بنقابة الصحفيين المصريين ومعرض الكتاب الدولي بالقاهرة، كما نشرت أول قصيدة لها بمجلة الثقافة الجديدة.

·        صدر ديوانها الأول عام 2009 تحت عنوان "على طريقة بروتس" عن دار شرقيات بالقاهرة، وفي هذا العام تم اختياره ضمن أفضل إصدارات العام في استفتاء صحيفة الأهرام المصرية.
·        كما حصل على جائزة أفضل ديوان أول فصحى في مسابقة "الملتقى العربي لقصيدة النثر" الذي عقد بالقاهرة في مارس 2010.
·        ترجمت قصائدها إلى الفرنسية ضمن أنطولوجيا أعدها الشاعر التونسي جمال جلاصي.

·        على الصعيد المهني، بدأت حياتها العملية في مجال العلاقات العامة و الترجمة التي عملت من خلالها في مؤسسات مختلفة مثل:
·      Human Rights Watch   
·        المركز الدبلوماسي المصري
·        مؤسسة جود نيوز
·        انخرطت في العمل الصحفي كمحررة ثقافية وفنية في عديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية
      من بينهم:
·        مجلة صباح الخير، مؤسسة روزا اليوسف.
·        صحيفة البديل
·        مجلة جود نيوزسينما
·        صحيفة الحياة اللندينة
·        صحيفة الإمارات اليوم، مؤسسة دبي للإعلام.
·        مجلة الصدى، مؤسسة الصدى للنشر والتوزيع، دبي.
حاليا تقيم بين العاصمة الإماراتية أبوظبي والقاهرة، وتعمل كصحافية حرة.  
للتواصل: hanan@hananshafey.com