Sunday, April 7, 2024

                                                                                          

                                               على سبيلِ الحِدادْ                                          


وأنتم تبحثون عن أمي تحت الأنقاض، 

ربما تجدون عينيّ أخي المجند حديثاً

عيناه لامعتان تصلحان لتزيين كرسي العرش؛

أما باقي العيون فهي حتماً تصلح لمهام كثيرة كعادة الجنوبيين

يمكنكم مثلاً أن تصنعوا بها خارطة لنصيب بلادنا من العبث

أو تثبتوها نجوماً في حجرة السلطان، ينام كل ليلة على ضوئها الحالم.

أنا الآن حائرة في اختيار لون أظافري،

 سأضع الأسود على سبيل الحداد

أو الأحمر القاني كدم الغزال الذي سال مني على عتبة رئيس التحرير  

وسأركل الخادمة الفلبينية كي تكف عن تحدث الإنجليزية بطلاقة.

صديقتي سيدة الأعمال تدعوني لحفل صاخب  

سوف أقبل، وأرتدي فستان السهرة الأسود الذي يظهر مفاتني..أيضا على سبيل الحداد.

سأختار نوعاً فاخراً من الويسكي لأتمكن من الرقص طوال الليل دون أن يتوقف قلبي

أشرب، وأتذكر حديثك المتحمس عن الواجب الوطني بينما تمضي ليلتك على الحدود

الآن يعلو صوت موسيقى غربية وتعلو ضحكاتي

لا أحد يعرفني هنا، وليسوا معنيين برفع الأنقاض ومعها كراساتي القديمة وشهادات التفوق

أقص عليهم حكايتي؛ فيستمعون ويضحكون على التي ثملت مبكراً،

ومع طلوع النهار سأقود سيارتي بسرعة

أتجاهل إشارات المرور المنضبطة أملاً في أن تصنع الريحُ مني خبراً في زاوية صغيرة

لن تقرأه على الأرجح وأنت تطالع عناوين البطولات في صحفنا القومية.