Friday, March 26, 2010

بعد عرضه بمركز الإبداع الفني

فيلم جينا الريحاني يفجر قضية نسبها بقوة
كتبت: حنان شافعي

من جديد تفجرت قضية نسب السيدة جينا الريحاني الابنة غير الشرعية لعملاق المسرح المصري  الفنان نجيب الريحاني في الندوة التي أعقبت عرض الفيلم الذي كتبه وأخرجه دكتور محمد كامل القليوبي عن حياتها وعلاقتها بوالدها وذلك الجانب غير المعروف في قصة  ارتباط الريحاني الكبير بوالدتها الفرنسية لوسي دو فرناي .



كان الفيلم قد عرض الخميس الماضي بمركز الإبداع بدار الأوبرا بحضور عدد من السينمائيين والإعلاميين في مقدمتهم المخرج الكبير توفيق صالح والناقد هاشم النحاس و كل من المخرجتين عرب ونبيهة لطفي والناقدة ماجدة موريس والكاتبة الصحفية نعم الباز والإعلامية دكتورة درية شرف الدين ومدير التصوير الكبير  رمسيس مرزوق  أما علي المنصة فجلست جينا الريحاني بين كل من مخرج الفيلم ومصمم الموسيقي التصويرية الفنان راجح داوود وتولي إدارة الندوة الناقد السينمائي مجدي الطيب .

بدأ مدير الندوة بهجوم واضح علي الفيلم من حيث مسألة الثقة وحجم تصديق المخرج لما تدعيه السيدة جينا وهو ما أثار حفيظة القليوبي فانتقد ه  مشيرا إلي ضرورة أن يكون مدير الندوة محايدا بما يكفي لمناقشة الفيلم علي أساس جودته الفنية وليس أن يبدأ بموقف مسبق  وقبل أن ينهي القليوبي كلامه تدخلت الناقدة خيرية البشلاوي قائلة " أنه من أين لنا التأكد من صحة نسب هذه السيدة للريحاني ؟ ولماذا تظهر في هذا التوقيت خاصة رغم أنني أعرفها منذ عشرين عاما ولم تحاول أن تلجأ إلي أي من الصحفيين أو أصحاب الكلمة المسموعة لمساعدتها ؟ " واستطردت البشلاوي في هجومها علي القليوبي قائلة :"أن الفيلم  لا يحتوي علي أي وثيقة صريحة تؤكد علاقتها بالريحاني " ولا حتى صورة واحدة " كما أنها لم تلجأ مثلا إلي تحليل الDNA لإثبات صحة كلامها ..". و قد قاطعها القليوبي منفعلا " أنه لم يصنع الفيلم ليدافع عن قضية نسبها أو يهاجمه وأنه أشار إلي ذلك في مقدمة تتر الفيلم هذا إضافة إلي رفضه التعرض لمسألة التحليل الوراثي لأنها لا تعنيه فنيا .."

من جانبه تدخل الموسيقار راجح داوود قائلا :"أنه علينا التحدث في صميم الفيلم وعناصره الفنية  لأننا في مجتمع متخلف لا يحترم الحياة الخاصة لكل فنان أو شخصية عامة وكون جينا ابنة شرعية أو غير شرعية للريحاني مسألة لا تهمنا في شئ ."  وانتقل طرف الحديث إلي السيناريست فايز غالي الذي  أخذ علي البشلاوي طريقة تناولها للقضية قائلا:"هل سنتعلم النقد من جديد؟ علينا فقط تأمل الفيلم من زاوية إنسانية لأنه يذكرنا بعار أننا أمة بلا ذاكرة ولا تاريخ ".

وعلقت الدكتورة درية شرف الدين قائلة أن الفيلم جيد علي المستوي الفني لكنه بحاجة إلي الاشتغال علي الفكرة /الحدوتة أكثر من ذلك دون التوقف عند مسألة النسب لأنه ليس  تحقيق بوليسي كما أكدت في مداخلتها أن أهم الأفلام العالمية تنتهي دون حل لغزها مثل فيلم "انستازيا" وتظل عالقة في ذاكرة الفن ويكن لها الجميع كل احترام لذلك علينا التعامل مع الفيلم من هذا المنطلق . وجاء تعليق الفنان التشكيلي أحمد فؤاد سليم  مؤكدا علي أحقية المخرج في أن يصوغ وجهة نظره كما يراها وأنه لا ينبغي أن نملي عليه رؤانا ، علينا فقط تتبع الحالة الإنسانية التي يقدمها الفيلم وكذلك الغلاف الموسيقي الرائع الذي صنعه داوود مشيرا إلي أن تلك هي سمات الفيلم التسجيلي الحقيقية و أضاف سليم أن الأزمة التي يثيرها الفيلم هي أزمة التوثيق قي بلدنا الذي يعاني من حالة غيبوبة دائمة .

المترجم الكبير الدكتور شريف حتاتة  أكد في مداخلته أنه لا يهمنا أن تكون جينا شرعية أو غير شرعية لأن الفيلم ما هو إلا رحلة حنين لاكتشاف الأب ندخل فيها جميعا في مراحل عمرية معينة والأب هنا هو الرمز المفقود الذي نتوق إيه جميعا وتساءل حتاتة أنه ماذا لو اكتشفت الابنة أن هذا الوالد فنانا كبيرا ورجلا له قيمته بالطبع سوف تذهب إلي كل ما يؤكد نسبه إليها هذا من ناحية ومن ناحية أخري يعري هذا الفيلم إهمال مصر لمبدع بحجم نجيب الريحاني الذي تم إهماله طويلا مثل بديع خيري وأمثالهم .