كَانَ دَافِئًا بِمَا يَكْفِي
إلى "محمد فرج"*
قَالَ إِنَّهُ بُرْجُوَازِّيٌ صَغِيرْ،
وَإِنَّهُ مُكْتَئِبٌ مُنْذُ25 عَامَا،
وَإِنَّهُ لا يُصَدِّقُ نَفْسَهُ أَبَدًا
وَإِنَّهُ...
وَإِنَّهُ...
وَهِيَ تُنْصِتُ إِلَى ثَرْثَرَتِهِ بِهُدُوءْ،
وَبِهُدُوءٍ أَكْثَرَ تَتْرُكُ يَدَهَا لِتَخْتَبِئَ بِكَفِّهِ الضَّخْمْ،
تَتَغَاضَي عَنْ ابْتِلاعِ عَيْنَيْهِ لِكَيَانِهَا.
تَتَسَلَلُ كَسِنْجَابٍ مُتَرَقِبٍ
فِي شَوَارِعَ عَقْلِهِ الْمُكْتَظَةِ بَأَفْكَارِ التَّمَرُّدْ.
قَالَ أَيْضًا "إِنَّهَا طَازَجَةٌ كَرَغِيفٍ سَاخِنْ"
لَكِنَّهُ تَعَثَّرَ فِي ابْتِلاعِهَا كَامِلَةْ.
ظَلَّ يُعَلِّقُ رَأْسَ "جِيفَارَا" عَلَى صَدْرِهْ،
يُجَرِّبُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْرًا جَدِيدًا
وَنِسَاءً أَجْنَبِيَاتٍ
يَتَعَثَرُ فِي نُطْقِ أَسْمَائِهِنْ..
كَمَا تَعَلَّمَ أَنْ يُخْفِيَ ضَعْفَهُ
بِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِ أَلْفَاظٍ بَذِيئَةْ
ثُمَّ
تَوَصَّلَ إِلَى الْحَلِ فِي
: "أَنْ يَكُونَ صَحَفِيًّا فَاسِدًا"
طَالَمَا يَأْبَي القِطَارُ احْتِرَامَ القُضْبَانْ.
كَانَ يَكْرَهُ اسْمَ وَالِدِهْ
وَاقْتِرَابَ قَامَتِهِ مِنَ السَّمَاءِ
- الَّتِي يَتَعَامَلُ مَعَهَا كَطِفْلٍ تَرَكَتْهُ أُمَّهُ لِتَتَزَوَّجْ -
بَيْنَمَا أُحِبُ "مَارْكِسْ" كَثِيرًا
كُلُّ ذَلِكَ وَهِي تُعِدُ لِنِسْيَانِهِ إِلَى الأَبَدْ
حَتَّى لَوْ كَانَ دَافِئًا بِمَا يَكْفِي.
لَكِنَّهَا كُلَّمَا رَأَتْهُ - صُدْفَةً -
يُثِيرُ بِدَاخِلِهَا شُعُورًا بِالذَّنْبِ
وَرَغْبَةً فِي القَتْلِ
يَصْعُبُ التَّغَاضِي عَنْهَا.
No comments:
Post a Comment