أَنْ أَمْحُوَكَ مِنْ ذَاكِرَتِي
كَالعَادَةِ
هَارِبَةً مِنْ اللامَعْنَى
أَجْتَهِدُ فِي تجَاهُلِ
صَوْتٍ دَاخِلِي
يُلِحُّ عَلَى ضَرُورَةِ انْسِحَابِي
أَفْشَلُ
وَأَعُودُ
لأَفْشَلَ
ثُمَّ أَعُودُ
الآنَ..
عَلَيَّ الاسْتِسْلامُ
لإِشَارَةِ المُرُورِ المُسْتَبِدَةْ.
بِجَانِبِ بَائِعِ الجَرَائِدَ
الَّذِي لا يَعْبَأُ بِمُعَانَاتِي،
وَأَطْفَالٌ رَائِحَتُهُمْ كَرِيهَةٌ
يُعَطِّرِونَ الكَوْنَ
بِأَوْرَاقِ فُلٍّ مُنْهَزِمْ..
وَعَاهِرَةٌ
عَاشَتْ حَقِيقَتَهَا
فَقَتَلْنَاهَا؛
لِنُقْسِمَ أَمَامَ العَالَمِ
أَنَّنَا قِدِّيسُون
خَلْفَ الزُجَاجِ
عَجُوزٌ يخَافُ مِثْلِي
فَجْأَةَ المَوْتِ
تَتَوَسَّلُ عَيْنَاهُ النَّجَاةَ
بِكِيمْيَاءِ شِفَاهِي
كَيْفَ عَرَفَ أَنَّهَا مِنْ نَوْعٍ خَاصْ؟
وَلِمَاذَا لا يَغْزْلُ
بِتَجَاعِيدَ وَجْهِهِ حَبْلاً لِلْفِرْدَوْسْ،
أَوْ يَسْتَعْجِلُ الْمَوْتَ
قَبْلَ أَنْ يَسْتَعْجِلَه؟
أَتْرُكُ لِعَينَيَّ فُرْصَةَ التَّجَوُّلِ بِحُرِّيَّةٍ
تَسْتَعِيدُ صُورَتَكَ عَلَى لَوْحَاتِ الإِعْلانْ
عُمْقُ عَيْنَيْكَ المُرْهَقَتَيْنِ مِنْ قِلَّةِ النَّوْمِ،
بُرُونْزِيَّةُ مَسَامِّكَ،
التَّبْغُ المُخْتَلِطُ بِأَنْفَاسِكَ،
عَجْرَفَةُ عَقْلِكَ
الَّذِي يَتَصَرَّفُ كَقَيْصَرْ،
وَمِسَاحَةُ صَوْتِكَ
الَّتِي أَضِيعُ بَيْنَ حُدُودِهَا
أَشْيَاءُ لا أُرِيدُ
امْتِلاكَهَا للأَبَدِ
وَأَمْنَعُ نَفْسِيَ مِنْ مُحَاوَلَةِ
اكْتِشَافِ الْمَزِيدِ عَنْهَا
فَقَطْ..
أَوَدُّ الانْفِلاتَ مِنْ نِطَاقِ الْجَاذِبِيَةِ
لأَطِيرَ كَفَرَاشَةٍ
بَيْنَ عَيْنَيْكَ
أَحْجِبُ عَنْكَ
حَدَاثَةَ عَهْدٍ
فَشِلْتُ فِي مُجَارَاتِهَا
لِمَاذَا تَبْدُو كَسِكِّيرٍ بَائِسٍ؟
أَوْ عَابِرَ سَبِيلٍ مَهْمُومْ؟
يَتَحَدَّثُ بِهُدُوءٍ
كَيْ لا يَكْتَشِفَ الآخَرُونَ
خَوْفَهْ
وَأَنْتَ فِي الْحَقِيقَةِ
طِفْلٌ مُدَلَّلٌ
تَتَعَامَلُ مَعَ الْحَيَاةِ
مِثْلَ حَفِيدٍ صَغِيرٍ
يَتَسَلَّى بِتَمْزِيقِ
صُوَرِ العَائِلَةِ القَدِيمَةْ
آهٍ يَا صَدِيقِي
كَيْفَ لِي أَنْ أُصْبِحَ ضِمْنَ أَشْيَائِكَ الْحَمِيمَةْ؟
لَوْحَةُ الْمَفَاتِيحْ،
قَدَّاحَةُ السَّجَائِرْ،
عَجَلَةُ القِيَادَةْ،
هَاتِفُكَ الْمَحْمُولْ،
وَكَيْفَ لِيَ
أَنْ أَمْحُوَكَ مِنْ ذَاكِرَتِي
- كَمَا نَصَحْتَنِي -
بِضَغْطَةِ زِرّ
أَخِيرًا
تَهِمُّ الإِشَارَةُ بِالتَّرَاجُعِ
عَنْ قَرَارِهَا
السَّـيَّارَاتُ الْمُتَوَحِّشَةُ
تَتَسَابَقُ لافْتِرَاسِي
يَزْدَادُ ضَغْطُ الْخَوْفِ
عَلَى قَلْبِي
بَيْنَمَا
أَنْتَ مُنْصَهِرٌ
بِغُرْفَةِ "شَات" بَارِدَةْ.
No comments:
Post a Comment