Tuesday, September 7, 2010


حفاظا على تاريخه الذي يتجاوز الثلاثين عاما

أرشيف رقمي لمسرح الشارقة الوطني

حنان شافعي-الشارقة

قال الممثل والمخرج الإماراتي رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني، أحمد الجسمي أنه يجري العمل على قدم وساق لإنجاز مشروع "الأرشيف الرقمي" الهادف إلى تحويل كل ما يملك مسرح الشارقة الوطني من مواد أرشيفية مسموعة أو مرئية من تقنية الشرائط التقليدية القديمة (في إتش إس) إلى تقنية الديجيتال الحديثة وذلك بنسخها على أقراص مدمجة وتصنيفها بحسب نوع المادة من أمسيات شعرية أو مسرحية و تاريخ تسجيلها فضلا عن المشتركين فيها أو القائمين عليها سواء كانوا شعراء أو مسرحيين. وتتنوع المواد الفنية والثقافية التي يضمها أرشيف المسرح الوطني ما بين عروض مسرحية وندوات ولقاءات خلال المهرجانات و أمسيات شعرية وثقافية عامة كانت تقام في الشارقة خلال استضافتها لأبرز الشعراء والفنانين على مستوى الوطن العربي بصفة عامة.

تأريخ

ويؤكد الجسمي أن مسرح الشارقة الوطني "هو العربة التي تجر قاطرة المسرح في إمارة الشارقة وفي دولة الإمارات بشكل عام" وبالتالي فهو يملك مكتبة مرئية و مسموعة تضم رصدا لما حفلت به الحياة الثقافية في الشارقة خلال العقود الثلاثة المنصرمة،يقول "لدينا في مسرح الشارقة الوطني منجزا فنيا يتجاوز في ضخامته المحطات التليفزيونية بكل ما تملكه من مواد تضمن استمراريتها لذلك فكرنا في الحفاظ على هذا التراث بترميميه و تحويله إلى تقنيات حديثة تضمن بقائه لفترات أطول كي تستفيد منه الأجيال الجديدة" مشيرا إلى أهمية توعية الأجيال الجديدة وتعريفها بإنجازات السابقين ومن ثم يمكنهم البناء عليها وتطويرها. ويضيف مدير مسرح الشارقة الوطني أن عملية الأرشفة لن تتوقف عند مجرد النسخ المباشر بل "هناك بعض التعديل من حيث إصلاح العيوب الفنية في الصوت أو الصورة بطريقة لا تحدث أية تغييرات في المادة الأصلية للعمل" مشيرا إلى وجود خطة طموحة للاستفادة من كل ما تشمله مكتبة المسرح الوطني من مواد أرشيفية مثل صور العروض والشخصيات الفنية و الصور الإعلانية للأعمال "بوسترات" و حتى ملابس العروض التي "بإمكانها وحدها أن تشكل معرضا ضخما يبهر الجميع".

المؤسساتية

وبرغم الطموح القوي لمجلس إدارة المسرح الوطني والرغبة في إضفاء لمسة حقيقة من التطوير، عبر الفنان أحمد الجسمي عن أسفه لعدم وجود ميزانية تدعم مثل هذا المشروع الذي يحتاج إلى فريق عمل ضخم يتحمل مسؤولية الأقسام المختلفة للأرشيف حيث "يتطلب العمل في مثل هذا المشروع نوعا من المؤسساتية التي تضمن توزيع الأدوار وتقسيم العمل إلى مراحل وبالطبع دفع رواتب" وهو ما يعجز عنه المسرح الوطني الذي يعتمد على التبرعات والجهود الفردية باعتباره فرقة أهلية تحتاج إلى مزيد من الرعاية والدعم "حفاظا على تاريخها الممتد ولضمان استمرار عطائها الفني للأجيال الجديدة". 

من ناحية أخرى قال المدير الفني لمسرح الشارقة الوطني والمسئول المباشر عن مشروع الأرشيف الرقمي ، محمد شيخ الزور "دائما ما يسعى مسرح الشارقة الوطني إلى تطوير أدواته الخاصة بالمتابعة والتأريخ للحركة المسرحية والثقافية في الدولة بصفة عامة فقد امتلك أحدث أنواع كاميرات التصوير في الثمانينات ثم لجأ إلى استخدام شرائط الفي إتش إس في التسعينات والآن نحن نحاول مواكبة التكنولوجيا الحديثة باستخدام التقنية الرقمية" مشيرا إلى أهمية ما يملكه المسرح الوطني من مواد أرشيفية تشمل معظم العروض المسرحية التي قدمت في "أيام الشارقة المسرحية" خلال دوراتها الأولى وذلك لكل الفرق المسرحية وليس فرقة المسرح الوطني فقط ، أيضا يضم الأرشيف  فعاليات إتحاد الكتاب والأمسيات الشهيرة التي كانت تقام في "قاعة إفريقيا" و "ندوة الثقافة والعلوم في دبي" والعروض المسرحية التي قدمت في كل من أبو ظبي ورأس الخيمة.

تسجيلات نادرة

ويؤكد شيخ الزور أن الفرق الأخرى نفسها قد لا تملك مواد مسجلة أو مصورة لأعمالها القديمة وبالتالي تصبح النسخة المتوفرة لدى مسرح الشارقة الوطني "هي الوحيدة و الأصلية" ومن هنا تأتي أهمية المشروع من حيث الحفاظ على  هذه المواد وتوفيرها للباحثين والمهتمين بالحركة المسرحية في دولة الإمارات خلال الثلاثين عاما الماضية. وحول آليات العمل في مشروع إعداد أرشيف رقمي لمسرح الشارقة الوطني، قال المدير الفني للمسرح"بدأ العمل في المشروع منذ مطلع العام الحالي ومن المزمع أن ننتهي منه بنهاية هذا العام وقد أنجزنا بالفعل ما يقرب من 50 بالمائة من المهام التي ننوي الاشتغال عليها" حيث يتم العمل من خلال مراحل تبدأ بمشاهدة الشرائط المتاحة وتقرير ما إذا كانت تحتاج إلى بعض الإصلاح أو الترميم ومن ثم انتقالها إلى مرحلة النسخ على أقراص مدمجة "سي دي" بمواصفات عالمية، يلي ذلك طباعة الغلاف الخارجي للاسطوانة وكذلك طباعة محتوياتها أو المعلومات التعريفية الخاصة بها على القرص من الخارج، وأخيرا سوف يتم فهرست الأقراص ،بحسب موضوعاتها، على الحاسب الآلي الخاص بمسرح الشارقة الوطني لكي يسهل البحث عنها وإيجادها بسهولة.

ويوضح محمد شيخ الزور الذي يعمل مديرا فنيا لمسرح الشارقة الوطني منذ بداية تأسيسه والذي شارك بنفسه في تصوير بعض العروض والأنشطة الثقافية، أنه مع الانتهاء من مشروع تحويل أرشيف مسرح الشارقة الوطني إلي التقنية الرقمية "سوف نحصل على أكثر من 2000 اسطوانة مدمجة منسقة حسب نوع الفاعلية وتاريخها إبتداءا من عام 1981 وحتى عام 2009 وسوف تصبح متاحة للمشاهدة والاستعارة  بشرط الحفاظ عليها من التلف" ويضيف المسئول عن مشروع الأرشيف الرقمي للمسرح الوطني بالشارقة أن "هناك طموحات ومشاريع أرشيفية أخرى تتعلق بآلاف الصور الفوتوغرافية التي يمتلكها المسرح الوطني وكذلك الأرشيف الصحفي الضخم الذي يؤرخ لكثر من رواد المسرح على المستويين النقدي والفني" مشيرا إلى أنه بالانتهاء من مرحلة الأرشيف المرئي سوف يتم البدء في العمل على الأرشيف الصحفي والصور.          

No comments: