Tuesday, September 7, 2010


من البرامج الأساسية على تليفزيون الشارقة

"ملح وسكر" المائدة العربية ببساطة  

حنان شافعي-الشارقة

تستمر أيام الشهر الكريم ومعها نحتاج إلى التغيير والتجديد في المائدة الرمضانية التي نلتف حولها كل مساء وقبيل بزوغ اليوم الجديد ، هذا ما يحرص على تقديمه برنامج الطهي "ملح وسكر" الذي يذاع يوميا على الهواء مباشرة على شاشة تليفزيون الشارقة حيث يهتم فريق العمل بإعداد وتقديم كل ما هو جديد وبسيط في محاولة لمساعدة الأسرة العربية على التمتع بهذه المناسبات الدينية والاجتماعية.  يقول مقدم البرنامج الرئيس التنفيذي للطهاة بمطعم لفيف التابع لنادي سيدات الشارقة، الشيف ماجد الصباغ "أشعر بسعادة غامرة للعودة إلى المشاهدين على الهواء مباشرة خاصة وأن مدة البرنامج هذا العام وصلت إلى 45 دقيقة مما يساعدني على تلبية طلبات واستفسارات الجمهور التي تصل إلى البرنامج" إذ يعد برنامج "ملح وسكر" من أشهر البرامج التي تقدم على تليفزيون الشارقة ويتابعها قطاع عريض من المشاهدين سواء داخل الوطن العربي أو العرب المقيمين في دول أوروبية ويأخذهم الحنين إلى المطبخ العربي.

فن الاستعداد

ويؤكد الشيف ماجد الصباغ أن تجربة تقديم برنامج للطهي كانت بمثابة تحد كبير بالنسبة له من حيث كيفية إرضاء كل الأذواق وتقديم ما يتناسب وتوقعات ربات البيوت خاصة في ظل وجود برامج عديدة للطبخ خلال العام وكثرتها ومتابعة الجمهور لها خلال المناسبات الاجتماعية التي تحتفي بالمطبخ مثل شهر رمضان، يقول الصباغ "في البداية لم أتوقع حجم مشاهدة كبير لكني شعرت بالمسؤولية عندما بدأ البرنامج يتلقى ردود أفعال المشاهدين من داخل دولة الإمارات وخارجها سواء عن طريق الهاتف أو البريد الإليكتروني مما دعاني إلى مزيد من الاجتهاد والاستعداد الجاد لبرنامج سواء في كيفية تقديم الوجبات الغذائية أو النصائح المتعلقة بأنواع الأكل وأدوات المطبخ" مشيرا إلى حرصه على تعزيز الجانب المعرفي لدى سيدة المنزل أو المسؤل عن المطبخ في البيوت العربية معللا ذلك بأن صحة الأفراد تبدأ من اختيار الأطعمة ومكوناتها وتنتهي بكيفية إعدادها وتناولها.  

وخلال الأسبوعين الماضيين من شهر رمضان المبارك قدم الشيف السوري ماجد الصباغ عددا من الأكلات المحببة لدى الأسر الخليجية والعربية بصورة عامة فضلا عن تنويعات من المطابخ المنتمية إلى ثقافات مجاورة مستندا إلى التنوع الذي تتميز به دولة الإمارات من ثقافات متعددة تنعكس بالأساس على السلوك الغذائي، يقول"حرصت منذ الأيام الأولى على تشجيع السيدات على إعداد قوائم غذائية لما تفضله الأسر في رمضان واقترحت عليهم تثبيت بعض الأطباق الخفيفة على المائدة كالشربة مثلا ثم التنويع في الأطباق الرئيسية لأن مبدأ الاستعداد الجيد يوفر عليهن الكثير من الوقت والتعب خاصة وإن نهار رمضان لا يحتمل الكثير من المجهود".

أكلات إماراتية

أما الجديد الذي يقدمه برنامج "ملح وسكر" هذا العام فهو استضافة سيدتين  إماراتيتين هما "أم عبد الله" و"أم شمه" تجدن إعداد أصناف الأكلات المحلية بطريقة احترافية وتلقائية في آن واحد كنوع من التجديد واختصار المسافات بين ما يقدمه البرنامج وما تمارسه ربة المنزل بصورة طبيعية. تقول أم عبد الله "أصنع جميع الأكلات الشعبية وأشترك في المهرجانات والحفلات التراثية حيث يحرص الكثيرون على تذوق ما أطبخه بيدي وفي مطبخي الخاص" مشيرة إلى أن الأكلات الشعبية لا يمكن أن تصنع بطريقة جيدة كما يحدث في البيوت وبطريقة تقليدية متوارثة عن الآباء والأجداد. وحول فكرة تقديم الأكلات التي تجيد طبخها على شاشة التليفزيون قالت أم عبد الله ،التي كانت موظفة سابقة بإحدى المستشفيات، "حقيقة تخوفت بعض الشئ من الظهور في التليفزيون لكن أولادي شجعوني مثلما شجعوني في البداية على فكرة احتراف طهي وبيع الوجبات التقليدية والمشاركة في فعاليات تراثية بعد تقاعدي عن العمل" لافتة إلى أنها تعلمت كيف تجيد مثل هذه الأكلات المحلية بل والأوروبية من زوجها الذي كان يعمل طباخا في الجيش البريطاني لمدة 15 عاما وكذلك في مؤسسات أخرى بعد تركه للجيش، وبدورها قامت بتعليم بناتها قبل زواجهن.

الكاميرا  في المطبخ

وكالعادة لا يقف نجاح أي عمل تليفزيوني عند ما نشاهده على الشاشة بل يكمن وراء هذا النجاح مجهود ضخم لفريق عمل كبير يقوده المخرج ، وفي حالة برنامج "ملح وسكر" تظهر بوضوح اللمسة النسائية للمخرجة الموهوبة ريهان عمران التي تقول"أشعر بسعادة كبيرة لنجاح البرنامج واستمراره على مدار العام وخاصة في شهر رمضان الذي يحظى بنسبة مشاهدة عالية، وقد وضعت كل فريق العمل على أهبة الاستعداد من قبل بداية الشهر الكريم كما أحرص على حضور الجميع يوميا قبل خروج البرنامج على الهواء مباشرة بساعتين على الأقل" مشيرة إلى أن إخراج برامج الطبخ ليست بمهمة سهلة إذ يمتلأ العمل بالتفاصيل والمواد كما أنه "يتجه بالأساس إلى فئة نسائية وهو ما يعني تركيزهن على أدق التفاصيل".

وحرصا على توفير عناصر الجذب تقول مخرجة "ملح وسكر" "أؤمن بأن الريموت أقرب إلى المشاهد مني لذلك لابد أن أوفر عناصر المتعة والسرعة في الوقت نفسه سواء من خلال ما يقدمه الشيف من وجبات ونصائح متنوعة أو من خلال أدوات الإخراج مثل استخدام الكاميرات أو تقطيع الفواصل" مشيرة إلى أنها تعمل باستخدام أربع كاميرات من بينهم الكاميرات المحمولة التي تكسر تقليدية الصورة وتصنع شكلا من الحميمية بين المشاهدين وما يقدم على الشاشة. وتضيف المصرية ريهان عمران "يلعب الديكور دورا مهما في برامج الطبخ لذلك حرصت على أن يكون ديكور ملح وسكر حديثا وبألوان زاهية أنثوية "الأحمر" لكنه في الوقت نفسه بعيدا عن المبالغة" لكي يشعر المشاهد وكأنه في بيته وليس في معرض للأثاث .

من جانبه عبر مصور "ملح وسكر"، عقبة ربيع،الذي يتعامل مع الكاميرا الرئيسية للبرنامج، عن ارتياحه للعمل في برنامج له شعبيته مثل هذا البرنامج وخاصة في الحلقات المباشرة "لما فيها من فرصة للإبداع وبعد عن التطويل وتدخلات المونتاج". يقول ربيع "هذه كاميرا جمالية أكثر منها فنية، تتحرك في جميع الزوايا بحثا عن اللقطة الأكثر وضوحا لما لها من عدسة عريضة تستوعب المطبخ كاملا في معظم الأحيان" ويؤكد على أهمية جودة الصورة في برامج الطبخ وكيفية إظهار حركة الشيف وأيضا مكونات الوجبات التي يقدمها.    

No comments: