Tuesday, September 14, 2010


استجابة لتحقيق "الإمارات اليوم" حول أرشيف المسرح الوطني

"مسارح الشارقة" تعتبره تقصيرا وتتحمل المسئولية

حنان شافعي-الشارقة

أعلن مدير مجموعة مسارح الشارقة، محمد بن جرش عن مبادرة للتعاون مع مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني فيما يتعلق بمشروع "الأرشيف الرقمي" الذي يتولى المسرح الوطني إعداده منذ مطلع العام الحالي. جاء ذلك عبر تصريح خاص "للإمارات اليوم" ،مساء أول من أمس، كاستجابة فورية  للتحقيق الذي نشرته في اليوم نفسه حول حاجة المشروع إلى مزيد من الدعم باعتباره مشروعا هاما يؤرخ للحركة الثقافية في دولة الإمارات خلال العقود الثلاثة الماضية

كان الممثل والمخرج الإماراتي، أحمد الجسمي قد صرح بتبني إدارة المسرح الوطني  لفكرة تحويل المكتبة المرئية والمسموعة التي يملكها المسرح، وتشمل توثيقا لأغلب الفعاليات الثقافية التي حدثت في الدولة منذ ثلاثين عاما، إلى التقنية الرقمية باستخدام الأقراص المدمجة وذلك بعد ترميم المواد ومعالجة عيوبها إلا أنه عبر في الوقت نفسه عن أسفه لضعف إمكانيات المسرح في مقابل ما تحتاجه الفكرة الطموحة من تكلفة باهظة لضمان الحصول على "أرشيف رقمي" بمواصفات عالمية. وتعليقا على ذلك قال مدير مجموعة مسارح الشارقة، محمد بن جرش "إنه لشرف للمجموعة أن تسعى للإسهام في إنجاز مثل هذا المشروع على أكمل وجه إذ يأتي الحفاظ على تراث الحركة الثقافية والمسرحية في الإمارات بشكل عام  ضمن الأهداف الأولى لنا، بل إنني أعتبر نفسي، كمسئول عن مجموعة مسارح الشارقة، مقصرا أمام الرأي العام والجمهور فيما كشفه تحقيق الإمارات اليوم أول من أمس".

منجم ثقافي

وأكد بن جرش أن مشروع إعداد أرشيف لما يمتلكه المسرح الوطني من مواد مرئية أو مسموعة أو صور ليس مسألة سهلة وينبغي التعامل معه بدقة وجدية متناهية لكي يتم إنجازه على أعلى مستوى وباستخدام أحدث التقنيات الرقمية لافتا إلى أهمية تلك المواد من حيث التأريخ للماضي وتشكيل أساس حقيقي وقوي للحاضر. يقول "من ليس له ماضي لن يكون له حاضر وهذا الأرشيف يعد بمثابة منجم ثقافي يحتاج إلى رعاية وحسن استغلال" مشيرا إلى ما يكتنزه من خبرات السنوات الماضية واحتياج شباب الحاضر إلى التعلم والإقتداء بهذه الخبرة. ويضيف مدير مجموعة مسارح الشارقة أن مبادرته لتدعيم مشروع "الأرشيف الرقمي" تأتي في إطار إستراتيجية المجموعة ودورها الذي حدده المرسوم الأميري منذ إنشائها وهو "نشر الوعي المسرحي بين أبناء المجتمع والعمل على تنشيط الحراك الثقافي بصورة عامة" وبالتالي "تصب أهمية الحفاظ على هذا الأرشيف في صميم أهدافنا لأنه لا يخص المسرح فقط كما يحتوى على مواد فنية نادرة وغير متوفرة لدى مؤسسات أخرى".

رؤية شاملة

وتوضيحا لأهداف مجموعة مسارح الشارقة التي لا يزال الجمهور في دولة الإمارات يكتشفها تدريجيا قال مديرها،محمد بن جرش "لدينا رؤية ثقافية شاملة تعمل من خلال إستراتيجية واقعية وطموحة في آن واحد وذلك من خلال خطط طويلة وقصيرة الأجل" مشيرا إلى عمل المجموعة على مستويات عدة ما بين توعية الجمهور بأهمية المسرح ودوره في الحوار الحضاري والثقافي داخل الدولة و تفعيل أنشطة المسرح عبر تشجيع الفرق المختلفة ومساندة أفكارهم ومشروعاتهم المسرحية، إضافة إلى توسيع دائرة الحراك الثقافي والفني من خلال التنويع في أشكال وخلفيات الفرق والأنشطة التي ترعاها المجموعة "بدليل استضافة فرق غنائية ومسرحية من دول أخرى لتأتي وتقدم فنها داخل الشارقة كشكل من أشكال الانفتاح على الآخر وتوسيع دائرة نشاط المجموعة على المستويين المحلى والدولي". وأكد بن جرش على جدية الرسالة الثقافية لمجموعة مسارح الشارقة نافيا في الوقت نفسه أن تكون مملة أو غير جاذبة وذلك عن طريق تقديم عروض مسرحية للطفل وعروض كوميدية وجادة بحيث تناسب كل الأذواق وتوفر لأفراد المجتمع مع اختلاف أعمارهم وخلفياتهم عنصري الترفيه والتوعية، مشيرا إلى طموح المجموعة بأن "يكون لها دورا تاريخيا ينعكس على الأفراد جيلا بعد جيل بحيث يتذكرون كيف أسهمت المجموعة في ثقل وتثقيف شخصياتهم".

خطوات عملية

وحول كيفية تفعيل الرؤية الشاملة لمجموعة مسارح الشارقة قال محمد بن جرش" رغم أن المجموعة لا تزال تخطو خطواتها الأولى، فإننا  تمكنا خلال هذه الفترة القصيرة من تكوين قاعدة جماهيرية محلية  وإقامة عدد من الأنشطة الناجحة وذلك عبر خطوات عملية متأنية تخلو من البهرجة الزائفة" حيث تعمل المجموعة على لم شمل الفرق المسرحية والاجتماع بها بصورة دورية لمناقشة ما لديهم من أفكار ومشروعات يمكن تنفيذها على أرض الواقع ، كان آخرها مسرحية "عجيب غريب" التي تقدم بها الفنان أحمد الجسمي وتحمست المجموعة لإعدادها وعرضها على الجمهور خلال أيام عيد الفطر المبارك ، على خشبة مسرح قصر الثقافة .

هناك أيضا دعم من مجموعة الشارقة المسرحية للفرقتين اللتين تستعدان للمشاركة في مهرجان المسرح الخليجي وهما فرقة مسرح الشارقة الوطني وتقدم عملا من إخراج الفنان الإماراتي محمد العامري، وفرقة مسرح الفجيرة والوطني وتقدم عملا من إخراج الفنان حسن رجب، أما الدعم فهو توفير قاعات عرض معهد الشارقة للفنون المسرحية لاستغلالها في إنجاز "البروفات" والاستعدادات اللازمة للمهرجان، يقول بن جرش "لا يمكن أن تتوانى المجموعة في تدعيم كلا الفرقتين على السواء لأنهما يعملان لتمثيل دولة الإمارات في فعالية دولية وهذا هو الأهم " مشيرا إلى حرص المجموعة على إعداد وتشجيع الكوادر الوطنية بشكل عام وفي جميع الإمارات لأنه "لا يجوز الحديث عن حراك ثقافي حقيقي دون حيادية " وشراكة بين  مختلف الفنانين والمثقفين.    


No comments: