بمشاركة 596 شركة من 28 دولة
المعرض الدولي للصيد والفروسية ملتقى الهواة والمحترفين
أبوظبي- حنان شافعي
أجيال مختلفة وأعمار متفاوتة جمع بينهم عشق الاقتناص و غواية المغامرة، هكذا كان حال الزائرين للمعرض الدولي للصيد والفروسية الذي استضافه مركز المعارض بالعاصمة الإماراتية أبوظبي في دورة ناجحة هي التاسعة من عمر الحدث. المعرض ينظمه نادي صقارى الإمارات بدعم من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، و تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات بهدف الاحتفاء بالتقاليد الإماراتية المتجذرة، والترويج لها لدى الجمهور الجديد وتعزيز وحماية الكثير من القيم العريقة، كالصقارة والفروسية والصيد البحري.
و يأتي تنظيم الدورة الجديدة من المعرض الدولي للصيد والفروسية هذا العام (أبوظبي 2011) في أعقاب حملة دعاية ضخمة صاحبت قرارات إدراج مدينة العين كأول موقع إماراتي على قائمة التراث العالمي للبشرية، وكذلك تسجيل الصقارة كتراث إنساني حي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو. وربما يفسر ذلك الإقبال الكبير على المعرض حيث حظي بمشاركة دولية واسعة من المنظمات والمؤسسات المعنية بالترويج لرياضات الصيد والحفاظ على الأنواع، وفي مقدمتها جمعية مستشاري الحياة البرية الدوليين IWC، الرابطة العالمية للصقارةIAF، والمجلس العالمي للحفاظ على الصيد والحياة البرية CIC، و عدد 596 شركة من 28 دولة يمثلون أجود الماركات على مستوى العالم في مجالات الصيد والفروسية والرياضات ذات الصلة، لا سيما على الصعيد التجاري. كما تنفرّد هذه الدورة بأجنحة وطنية مُشاركة لكل من الولايات المتحدة، بريطانيا، ألمانيا، السويد، هولندا، بولندا، أستراليا، تنزانيا، وجنوب إفريقيا.
على الصعيد المحلي تصدرت المشاركة الإماراتية قائمة العارضين من خلال هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ونادي صقاري الإمارات، ومستشفى أبوظبي للصقور، ومراكز إكثار الحبارى وهيئة البيئة، وغيرها من الجهات التراثية والبيئية في الدولة، التي تركز على أهمية التنوع البيولوجي وصون الأنواع، أو تلك التي تقدم جهودا في الأنشطة التراثية التوعوية والموجهة لمختلف الشرائح العمرية وخصوصا فئة الناشئة والطلبة كنادي تراث الإمارات على سبيل المثال. ولا يتوقف الحضور المحلي عند الهيئات المشاركة أو العارضة بل يمتد إلى زوار المعرض من الإماراتيين الذين تدفقوا فرادى وجماعات في ظاهرة ملفتة للنظر وقد لا تتكرر في أية مناسبة أخرى خصوصا فئة الشباب من هواة ومحترفي الصيد الذين تنظرون هذا الحدث عام بعد آخر لاستعراض مقتنياتهم من صقور و كلاب صيد أو للاطلاع على كل ما هو جديد في عالم الصيد وأدواته. يقول على عيسى وهو يحمل على ذراعه صقر بعينين محجوبتين "حرصت على حضور المعرض لكي ألتقي مربي الصقور والصيادين المهتمين بها وفي الوقت نفسه أعرض صقري، وهو من نوع شاهين، على الناس" موضحا أنه قام بشراء هذا الصقر منذ عامين ودربه على الصيد عن طريق إطعامه بالدماء لكي يعتاد عليها ومن ثم يتمكن من الخروج به في رحلات صيد في مناطق تسمى "المقناص" وتنتشر في المغرب وسوريا وباكستان.
ومن الأجنحة المثيرة للفضول في دورة هذا العام من المعرض الدولي للصيد والفروسية بأبوظبي كان جناح الأسلحة حيث تم تشديد الإجراءات الأمنية الخاصة به من حيث مراقبة الراغبين في زيارته وتأمين حقائبهم ربما لخطورة الأسلحة المعروضة للبيع من ناحية و من ناحية أخرى كثرة الراغبين في الدخول من فئة الشباب والمراهقين. في مقدمة الشركات العارضة جاءت شركة إم بي 3 إنترناشونال التي تورد أسلحة لجميع دول الخليج من بندقيات ومسدسات ، وقد ضم معرضها تشكيلة من القطع الكلاسيكية، يعود تاريخ صنعها إلى 100 عام، منها البنادق ذات الأعيرة الصغيرة وبنادق الصيد والمسدسات المصنعة في إيطاليا وألمانيا وفرنسا، فضلا عن أسلحة معاصرة كطراز "CZ" المصنع في جمهورية التشيك، وهو يجمع بين سهولة الاستعمال في المسدس وتعدد الطلقات في البندقية. بالإضافة لذلك، تعرض عدد من القطع المصنعة حسب الطلب منها مسدسات "بريتا" ذات النقشات البسيطة وثلاث بندقيات مزخرفة مستوحاة من عناصر مختلفة. على سبيل المثال، صممت بندقية "كلنا خليفة" إجلالاً لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الذي نُقشت صورة لوجهه عليها بالذهب. ويحتوى هذا الطراز على ثلاث أنابيب يمكن تغيرها بسهولة، وعدد من الأحجار الكريمة من ضمنها ماسات مرصعة على شكل رقم 40 بمناسبة العيد الوطني القادم لدولة الإمارات، وسبع ماسات حمراء تمثل الإمارات السبع في الدولة.
أيضا يضم جناح الأسلحة قسم السكاكين الذي برزت فيه شركة "تمرين" لسكاكين الصيد الفاخرة التي تشارك في المعرض منذ عام 2007 بعرض سكاكين صيد يتم تصميمها حسب الطلب، وتوزع "تمرين" سكاكين "ويليام هنري ستوديو" التي تتميز بأنها تجمع في تصميماتها بين القيمة الفنية وسهولة الاستخدام بحسب قول صحاب الشركة محمد الأميري، الذي أوضح أن "المعادن المستخدمة في هذه السكاكين تنقل من دمشق لتصنع في الولايات المتحدة الأمريكية ثم تسن في اليابان على يد متخصصين في صناعة سكاكين الساموراي". كما قال فيما يخص الأسعار "يتراوح سعر سكينة الصيد الواحد بين 1200 و50,000 درهم، ويصل في بعض الأحيان إلى 100,000 درهم".
من جانب آخر شهد المعرض عديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية ذات الصلة منها مسابقة إعداد القهوة العربية، ومسابقة الشعر النبطي، ومسابقة أفضل بحث في الصيد والفروسية عند العرب، و مسابقة أجمل اللوحات الفنية والصور الفوتوغرافية، كما نظم نادي صقارى الامارات مسابقة لاجمل صقر مشارك في معرض ابوظبي للصيد والفروسية 2011 وذلك ضمن اربع فئات حسب نوع الصقور المشاركة. وقد شهدت المسابقة اقبالاً كبيراً من قبل العارضين، حيث تقدم كل عارض بأفضل ما لديه من الصقور المكاثرة في الأسر للمشاركة في هذه المسابقة والتي حددت جائزتها بعشرة آلاف درهم لكل فئة من الفئات المسموح لها بالمشاركة وهي فئة صقر الجير النقي وفئة الصقر الحر النقي وفئة صقر الجير- شاهين وفئة صقر الجير- حر اأو ما يدعى محلياً بفئة الثري كوارتر. و تهدف تلك الأنشطة في مجملها إلى توعية الأجيال الجديدة بثقافتهم وتراثهم وبيئتهم وأهمية الحفاظ عليها.
No comments:
Post a Comment