شون بن..ممثل وأشياء أخرى
ولد شون بن في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية عام 1960 لأسرة فنية تتكون من الأب ليو بن الممثل والمخرج و الأم إليين ريان ممثلة وكذلك الأخ مايكل بن ملحن موسيقي وآخر كريس بن ممثل وتوفي عام 2006 . وتنحدر جذوره من أصول مختلفة حيث كان جديه مهاجرين يهود من ليتوانيا وروسيا أما والدته فهي إيطالية كاثوليكية . بن الذي يعرف كممثل ومخرج وناشط سياسيا بدأ ظهوره لأول مرة عام 1974 في حلقات "منزل صغير في حديقة" حيث كان والده يتولي الإخراج المشترك به ثم تبعه بفيلم "أوقات سريعة بمرتفعات ريدجمونت"الذي حقق نجاحا تجاريا واسعا وظل عمله الأشهر لفترة طويلة .
وفي عام 1983 قدم شون بن واحدا من أفضل أدواره في العمل الشهير Bad Boys ليقدم نفسه للجميع كممثل ذو قوة وجدية ثم قدم بعده ،عام 1985 ، شخصية أندرو لي تاجر ومدمن المخدرات العابر للحدود الذي وقع في أيدي قوات الاتحاد السوفيتي وتم الحكم عليه بالسجن مدي الحياة إلا أنه حصل علي العفو عام 1998 وقد خضع للتأهيل والعلاج من الإدمان رغبة منه في الاستقامة والإقلاع عن ذلك فكانت المفاجأة أن ذهب إليه بن وقربه منه وطلب منه العمل معه كمساعد مكافأة له علي ابتعاده عن الإدمان كما صرح في حوار له مع صحيفة "الاندبندنت" مؤكدا أنه "أصبح مواطنا حرا فلماذا لا نعامله كرجل عادي !" وكان الظهور التالي لبن مع زوجته المطربة الأشهر مادونا في فيلم "علي نطاق ضيق" الذي تم اقتباسه عن قصة حقيقية وقدمت مادونا أغنية الفيلم "أن تعيش لتحكي" ورغم انتشاره جاءت ردود الأفعال النقدية تجاهه سلبية .
ترشح شون بن لجائزة الأوسكار أحسن ممثل خمس مرات فاز باثنتين منها حيث تنبهت أكاديمية فنون وعلوم الصورة المانحة للجائزة إلي حضوره السينمائي بعد أدائه لدور قاتل عنصري في فيلم "رجل ميت يمشي" عام 1995 لكنه ترشح رسميا للجائزة بعد أن لفت الأنظار بدوره الكوميدي كعازف جيتار مهووس في فيلم "الطيب والشرير" للمخرج الكبير وودي ألين وذلك عام 1999 . أما الترشيح الثاني فكان عام 2001عن دوره في فيلم "أنا سام" حيث قدم شخصية أب معاق ذهنيا لكن لم يحالفه الحظ. وبعدها تلقي ترشيحه الرابع عام 2003عن فيلم " النهر الغامض" للمخرج كلينت إيستوود وقد فاز بها أخيرا . في العام التالي دخل شون بن السباق علي جائزة أوسكار أحسن ممثل عن دوره في فيلم "اغتيال ريتشارد نيكسون" ليؤجل الفوز بها إلي هذا العام عن دوره في فيلم "ميلك" الذي يقدم فيه شخصية هارفي ميلك أول سياسي أمريكي يعلن حقيقة شذوذه . وبخلاف تألقه كممثل وناشط سياسي عرف شون بن باعتباره مخرج بداية من عام 1991 في فيلم " العداء الهندي" ثم كانت له مشاركات في إخراج الفيديو كليب لأكثر من مغني إضافة إلي ثلاثة أفلام أخري لاقت استقبالا نقديا كبيرا هم : "حارس المعبر" عام 1995 و "الوعد" عام 2001 و كان آخرهم فيلم "في البرية " الذي عرض بالدورة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائي .
وتظهر بالطبع توجهات شون بن السياسية في أعماله خاصة الأخيرة حيث قدم عام 2006 شخصية حاكم ولاية في قصة مقتبسة عن الرواية الكلاسيكية الأمريكية "كل رجال الملك" إلا أن هذا الفيلم لاقي فشلا ذريعا علي المستويين التجاري والنقدي وهاهو الفيلم الذي نال عنه أوسكار أحسن ممثل لعام 2008 يأتي موضوعه علي رأس القضايا الهامة والمثارة بقوة في الساحة الثقافية والحقوقية بالولايات المتحدة حيث كان السياسي "هارفي ميلك" الذي قدم بن قصة حياته من السياسيين المكافحين في مشوارهم العملي وفي الوقت نفسه من المدافعين عن حقوق الإنسان ومن بينها حقوق الشواذ بالولايات المتحدة .
وبعيدا عن تواجده أمام الكاميرا هناك أكثر من موقف سياسي لشون بن جدير بالاحترام أهما وأجرئها علي الإطلاق إقدامه علي دفع 65 ألف دولار لصحيفة "الواشنطن بوست " مقابل إعلان نشره مطالبا فيه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بوضع نهاية لدائرة العنف التي بدءها حيث انتقد غزوه للعراق بحجة الحرب علي الإرهاب كما اتهم إدارة بوش "بتقويض الحريات الفردية والعشوائية في معالجة الأمور" . وقد تسبب هذا الإعلان في تقريب المسافات بين شون بن والرئيس الفنزويلي هوجو شافيز الذي قرأه علي الملأ في إحدى لقاءاته التليفزيونية حتي حدث لقاء مباشر بينهما في أغسطس 2007 . أيضا قام شون بن بزيارة إلي العاصمة الإيرانية طهران أثناء جولة في المنطقة التقي خلالها بأهم الشخصيات المدافعة عن حقوق الإنسان هناك . ولم تتوقف جولاته عد ذلك بل قام بزيارة إلي كوبا نهاية العام الماضي التقي خلالها بمسؤلين سياسيين ، وتتعدد أوجه الأنشطة الحقوقية والاجتماعية لبن حيث تطوع عام 2005 لمساعدة ضحايا إعصار كاتيرنا الذي ضرب الولايات المتحدة وتسبب في خسائر مادية وبشرية فادحة .