Sunday, August 8, 2010


يطل علينا في رمضان عبر شخصيات متعددة
الممثل والمخرج محمد غباشي : "الفن والإعلام رسالة واحدة"

حنان شافعي-الشارقة

"أنا مقصر تجاه المسرح لكن العمل الإعلامي يسرق الوقت، وفي الوقت نفسه لا يقل أهمية عن الفن" بهذه العبارة بدأ الفنان والإعلامي المصري محمد غباشي حديثه حول مجمل أعماله الفنية وأحدثها الذي سوف يطل به في رمضان عبر شاشة تليفزيون دبي وسما دبي . محمد غباشي الذي يحسب على المسرح تمثيلا وإخراجا، يعمل حاليا كمعد ومنتج منفذ لعدد من البرامج على تليفزيون الشارقة لكنه يحرص في الوقت نفسه على التواجد ضمن سوق الدراما التليفزيونية وربما في السوق الإماراتي تحديدا خلال شهر رمضان خاصة وهو يجيد التمثيل بمختلف اللهجات العربية والخليجية،يعلق على ذلك قائلا "سوق الدراما الرمضاني هو الماراثون الأكبر لفرص العرض والطلب لذلك أحرص على التواجد ربما على حساب جودة الأعمال أحيانا لكنني بدون ذلك لن أجد فرصا موازية" ويؤكد غباشي أن هذا هو حال الجميع في حلبة التنافس الرمضانية التي تتحكم فيها آليات السوق من شروط المنتجين وشيوع نوعية معينة من الأدوار وخلافه.

معلم وصحفي ومندوب مبيعات

وعن الشخصيات التي يقدمها هذا العام يقول الممثل محمد غباشي " أفضل تقديم شخصيات واقعية تمس المشاهد بحيث يكتشف أنها تعيش معه وحوله في المجتمع، كما تجذبني الأدوار التي أقدم فيها شخصيات كوميدية ساخرة لأنها تصبح أقرب للمشاهد وأخف ظلا" هذا بالفعل ما ينطبق على الشخصيات التي يقدمها غباشي هذا العام أيضا ففي الجزء الثاني من مسلسل "طماشة 2"،وهو من تأليف سلطان النيادي وإخراج عارف الطويل، يقدم غباشي أكثر من شخصية كوميدية من خلال حلقات منفصلة متصلة وبلهجات متعددة تشمل المصرية والشامية والخليجية . تدور فكرة المسلسل في إطار اجتماعي ساخر يتناول قصص مختلفة وشخصيات نقابلها في الشارع والعمل والأماكن العامة ، على سبيل المثال يلعب غباشي دور سمسار مصري "وسيط عقاري" يعرف كل سكان الحي ويتدخل في شئونهم حتى يصبح من أكبر ملاك العقارات ويتحكم في السكان، كما يقدم أيضا شخصية مندوب مبيعات لأحدى الشركات السياحية الذي يتعامل مع الناس بإلحاح شديد وأحيانا بطريقة يشوبها الاستغلال.

في المسلسل الثاني "أحلام سعيد"، وهو تأليف البحريني عيسى الحمر وإخراج الأردني حماد الزعبي وبطولة الإماراتيين جمعة علي و سميرة أحمد، يقدم محمد غباشي شخصية الصحفي الانتهازي "برغش" الذي يستغل الثراء المفاجئ للبطل، وكذلك بساطته وضعف شخصيته لتحقيق مكاسب مادية وأدبية على حسابه وذلك من خلال السيطرة على تفاصيل حياته وتوجيهه لصالح أطماع ذلك الصحفي وأيضا تدور الأحداث في إطار اجتماعي كوميدي ينتقد مثل هذه النماذج البشرية المرفوضة. أما العمل الثالث الذي يطل منه غباشي على الشاشة الرمضانية  فهو  مسلسل "زمن طناف" من تأليف وإنتاج الإماراتي سلطان النيادي وإخراج السوري باسم شعبو أما البطولة فلمجموعة كبيرة من الممثلين في مقدمتهم الفنان "جابر نغموش" والفنانة أشجان والمصري "محمد الصاوي" وهو يلقي الضوء على مرحلة هامة في تاريخ دولة الإمارات تبدأ من مرحلة السبعينات وصولا إلى الوقت الحاضر بما فيها من تحولات كبيرة على المستويين المحلى والعربي.
يقول غباشي عن زمن طناف "أقدم في هذا المسلسل شخصية معلم أردني جاء إلى البلاد ليفيد أبناء الإمارات بخبرته وعلمه في أصول اللغة العربية وكان في الوقت نفسه يبث فيهم أفكاره عن الهوية العربية وأهمية اللغة والثقافة لذلك تحمست للدور بدون تردد" وتلعب المدرسة التي يعمل بها هذا المدرس دورا أساسيا في أحداث المسلسل إذ كانت تقع في منطقة بين أبوظبي والعين و كانت مركزا لأهل المنطقة إذ تدور في أروقتها أحاديث حول حرب 73 كما يتجمع بها المواطنون للتبرع بالدم والمال من أجل مساندة المصريين في الحرب مثلما جمعت في الوقت نفسه معلمين من مختلف الأقطار  العربية كما كان سائدا في ذلك الوقت. ويؤكد الفنان محمد غباشي "أن هذا العمل هو الأول من نوعه بحيث يتناول قضايا هامة في تاريخ الأمارات خاصة فترة اكتشاف البترول والتحولات الحضارية والاجتماعية التي طرأت على المجتمع وهو محاولة لتذكير الأجيال الجديدة بمواقف وهوية أجدادهم".

ظواهر

وردا على سؤال حول الجمع بين العمل الفني والإعلامي قال محمد غباشي"لا فرق عندي بين الرسالة الحقيقية للفن والإعلام، فكلاهما صنو الآخر هذا هو أصل الأشياء، أما ما يحدث الآن في سوق الفضائيات والاستسهال فهو مجرد ظواهر ليست أصيلة أو حقيقية" مشيرا إلى خطورة الثقافة الإعلامية السائدة حاليا والتي تعمل بمبادئ استهلاكية بعيدة عن الجودة أو التفنيد سواء في نوعية المواد المقدمة أو الموهبة الحقيقية للشخصيات التي يعمل الإعلام على تسويقها ويضرب غباشي مثالا على قوله بالتجربة الإعلامية لتليفزيون الشارقة الذي يحاول الحفاظ على رسالته الجادة والتثقيفية وفي الوقت نفسه يتجه إلى التطوير والمواكبة. من ناحية أخرى انتقد الممثل والإعلامي المصري معوقات العمل الإعلامي من ضعف في الإمكانيات الإنتاجية و الإجراءات الإدارية "البيروقراطية" المرهقة القادرة على إجهاض أي مشروع إبداعي مؤكدا "أنه لا يزال يملك طاقات فنية و إعلامية لم يستغلها بعد ويحلم بإخراجها في صورة مشروعات مستقبلية".   

No comments: