Sunday, January 2, 2011



أوسكار و طلاق وأعمال خيرية .. ساندرا بولوك امرأة  2010 بامتياز

إعداد: حنان شافعي

كعادتها مع رحيل كل عام، دأبت أشهر مجلات الفن والمجتمع الإنجليزية على طرح الأسماء والشخصيات التي سطح نجمها في أي من تلك الميادين خلال العام المنصرم ، وتكثر الأسماء مثلما تكثر التكهنات وتتناقل الأخبار حول شخصية العام وخصوصا حينما تكون "امرأة". أشهر هذه المجلات على الإطلاق هي مجلة people أو "الناس" التي تتميز بجرأة وشعبية واسعتين تستند عليهما في تدشين أسماء النجوم المرشحين إلى اللقب ومن ثم انتظار ردود أفعال وتقييمات الجمهور. وتعتمد مجلة بيبول في طرحها على أبرز الأحداث والنجاحات التي حققتها نجمة ما في سماء الفن وأيضا في حياتها الخاصة، ومن بين مرشحات كثيرات لم يكن العام الماضي أكثر إثارة مما كان عليه في حياة النجمة الأمريكية "ساندرا بولوك" التي ملأت أخبارها صفحات وأغلفة المجلات طيلة أيام السنة ما بين فيلم سينمائي ناجح و انتزاع لجائزة أوسكار أحسن ممثلة لعام 2010 في ظل منافسة شرسة مع نجمات أخريات، وبعد ذلك مباشرة خيانة مفاجئة فطلاق سريع وأخيرا تبني طفل ....لتصبح أما دافئة كما عرفها الجمهور على الشاشة....

ولدت ساندرا بولوك بولاية فرجينيا الأمريكية عام 1964 لأب يعمل مدربا للأصوات وأم ألمانية هي مغنية الأوبرا هيلجا دي ميير التي تعمل أيضا مدربة للأصوات بينما كان جدها لأمها عالما متخصصا في صناعة الصواريخ بألمانيا. عاشت  الطفلة معظم سنوات طفولتها في ألمانيا حيث كانت تتعلم فنون الباليه والأوبرا مع والدتها وفي مدارس متخصصة كما شاركتها في كثير من العروض التي أنتجتها، وتمكنت في سن صغيرة من اكتشاف أوروبا خلال تواجدها في زيارات والدتها ورحلاتها الأوبرالية ولا زالت بولوك تجيد الألمانية بطلاقة. بعد انتقالها إلى الولايات المتحدة التحقت ساندرا بمدرسة "واشنطن لي هاي سكول" وكانت من الطلاب البارزين من خلال شهرتها كراقصة باليه كما شاركت تلقائيا في العروض المسرحية المدرسية إلى أن تخرجت عام 1082 والتحقت بجامعة شرق كارولينا إلا أنها قررت ترك الدراسة الجامعية قبل تخرجها بفترة قصيرة للتركيز في طرح نفسها كممثلة إذ انتقلت إلى ولاية مانهاتن لتتمكن من مقابلة وكلاء الممثلين ، وخلال تلك الفترة اضطرت إلى الالتحاق بوظائف متعددة لكي تدعم نفسها ماديا كأن عملت نادلة في حانة و مراقبة معاطف، وقد استكملت دراستها الجامعية فيما بعد.    

خطوة بخطوة

في نيويورك التحقت ساندرا بولوك بدورات تعليمية و تدريبية في التمثيل مع الممثل والمدرب الأمريكي "سانفورد مايسنر" وأخذت أدوارا متعددة في أفلام لزملائها من الطلاب حتى ظهرت رسميا كممثلة من خلال دور في مسرحية في برودواي ليراها المخرج ألان ليفي وينبهر بأدائها ويمنحها دورا في الفيلم التليفزيوني "رجل الستة ملايين دولار والمرأة الحيوية" وكان ذلك عام 1989 . توالت فيما بعد فرص التمثيل على بولوك عبر أدوار صغيرة في  الأفلام المستقلة كما عرضت عليها قناة NBC للمشاركة في النسخة التليفزيونية من فيلم "فتاة عاملة" عام 1990 ، تبعها أدوار في فيلم "جرعة حب" عام 92 و "شئ اسمه الحب" عام 93 و "حريق في الأمازون" التي وافقت على الظهور فيه بدون ملابس في الجزء العلوي من جسدها.  

أما الظهور الذي لفت إليها الأنظار فكان عام 1993 عبر فيلم الخيال العلمي "تدمير رجل" مع الشهير سيلفستر ستالوني و ويسلي سنيبس وكان دورها بمثابة شهادة تأهيل إلى النجاح الأكبر الذي حققته في العام التالي من خلال فيلم "سرعة" لتتوالي نجاحاتها وتقدمها إلى الصفوف الأمامية للنجوم عبر أفلام "عندما كنت نائما" الذي حلت فيه محل النجمة "ديمي مور" و فيلم "المرأة المناسبة" عام 2000 وقد وصل أجرها في الجزء الثاني من فيلم "سرعة" إلى 11 مليون دولار. وبالتوازي مع نجاحها دأبت المجلات الفنية المختلفة في الكتابة عنها وتقييمها وسط مختلف نجوم ونجمات هوليوود فنجدها من بين أجمل 50 شخصية في العالم  بناءا على استفتاء مجلة "بيبول" في الفترة من 1996 و 1999 و كذلك بين أفضل 100 نجم ونجمة سينمائيين في اختيارات مجلة "إمباير" الإنجليزية ، كما تم تكريمها كمنتج منفذ للسيت كوم "جورج لوبيز" وذلك لجهودها في فتح المجال الإعلامي أمام المواهب الإسبانية.

عام 2004 لعبت ساندرا بولوك دورا في فيلم "اصطدام" كممثلة مساعدة حيث اختلف النقاد على أدائيها ما بين قائل بأنه أفضل أفلامها على الإطلاق وبين مؤكد على أنها لم تكن على المستوى المتوقع . بعد ذلك ظهرت النجمة الواعدة في فيلم درامي رومانسي بعنوان "منزل البحيرة" مع النجمة كينو رييفز وقد حقق الفيلم نجاحا ملحوظا علم 2006 ، تبع ذلك فيلمها "تحذير سابق" مع جوليان ماكون الذي أطلق في دور العرض في مارس 2007 . أما عام 2009 فكان الأكثر حظا بالنسبة إلى بولوك، ففي بدايته تم إطلاق فيلمها "اقتراح" مع النجم ريان رينولدز إذ لاقي نجاحا كبيرا برهن عليه شباك التذاكر بإيرادات بلغت بنحو 314 مليون دولار حول العالم .

فيلم الأوسكار

وفي نهاية العام أي نوفمبر 2009 استقبلت دور العرض فيلم "الجانب الخفي" بطولة ساندرا بولوك و كوينتن أرون وتيم ماجرو ومن إخراج جون لي هانوك وهو يتناول قصة حياة مايكل أوهر لاعب خط الهجوم بفريق كرة القدم الوطني للولايات المتحدة حيث يتتبع حياته الأولي ومحاولات إثبات الذات كلاعب جيد رغم ضعف مؤهلاته الرياضية كما قيل له في بداية حياته وكذلك عدم تشجيع أسرته ليصبح فيما بعد من أهم من عرفهم تاريخ اللعبة بالولايات المتحدة. وقد حقق الفيلم نجاحا جماهيريا منذ أسبوعه الأولي إذ بلغت إيراداته خلال ذلك الأسبوع 34 مليون دولار وكان بذلك الأعلى في هذا الأسبوع على الإطلاق ثم تدريجيا ارتفع معدلات إيراداته لتصل إلى 250 مليون دولار وهي المرة الأولى التي يتخطى فيها إيراد فيلم من بطولة نسائية حاجز ال200 مليون دولار في حين أن ميزانية إنتاج الفيلم الحقيقية لم تتجاوز 29  مليون دولار.

ترشح الفيلم ل 11 جائزة كان نصيب بولوك من بينهم 7 جوائز هم جائزة الأكاديمي أوارد لأفضل ممثلة دور أول، وجائزة النقاد لأفضل ممثلة مناصفة مع النجمة ميريل ستريب، وجائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثلة فيلم درامي، وجائزة ممثلي الشاشة كأفضل ممثلة أنثى لدور البطولة، وجائزة جمعية النقاد بواشنطن لأفضل ممثلة ، وجائزة مجلة بيبول للممثلة المفضلة، وجائزة الشباب لعام 2010 هذا بخلاف الاستقبال النقدي الكبير الذي حاز عليه الفيلم في الأوساط السينمائية بهوليوود وعلى الصعيد الدولي.

مفاجآت

ولعل اختيار ساندرا بولوك كشخصية عام 2010 لم يكن من فراغ إذ أن تأمل الأحداث والمفاجآت التي مرت بها هذه السيدة لم تكن سهلة أو متوقعة على الإطلاق ففوزها بجائزة أوسكار أحسن ممثلة وغيرها من الجوائز السينمائية القيمة لم يكن قمة الإدهاش بل تأتي الدهشة من فوزها في العام نفسه وقبل إعلان الأوسكار بأيام بجائزة "الراتسيز" كأسوأ ممثلة عن دورها في فيلم "كل شئ عن ستيف" وبذلك تكون الممثلة الحاصلة على جائزتي الأسوأ والأفضل في العام نفسه.

أما على الصعيد الشخصي والعائلي فمفاجآت الحياة لساندرا بولوك في 2010 كانت من العيار الثقيل حيث صرحت أكثر من امرأة أنها كانت على علاقة مع زوجها النجم التليفزيوني الشهير جيس جيمس، وابسرعة البرق انتشرت أخبار خيانته وبدأت الصحف في تصعيد الفضائح مما أثر على بولوك وهي في أوج نجاحها حتى أنها ألغت جولتها إلى أوروبا من أجل الترويج فيلمها "الجانب الخفي" كما أثارت تلك الفضائح الكثير من اللغط في الوسط الفني حول بولوك التي كانت تعيش مع زوجها وهي لا تدري بخيانته كما كتب عنها أنها امرأة تعيسة لأنه في اللحظة التي تجني فيها ثمار جهودها الفنية تخسر فيها حياتها العائلية التي بدأتها منذ عام 2005  . من ناحيته رد جيمس على تلك الفضايح بالاستنكار والنفي إلا أن ذلك لم يجد في إصلاح ما انكسر في علاقته بساندرا التي بدأت بالفعل في إجراءات الطلاق في أبريل 2010 لتحصل عليه بعد ذلك بشهرين تقريبا .

بعد مفاجأة الخيانة والطلاق أعلنت ساندرا بولوك عن تبنيها لطفل من أصول أفريقية أسمته لويس وأنها أحضرته ليعيش معها في منزل العائلة إلا أنها كانت قد اتفقت مع زوجها تأجيل إعلان التبني حتى الانتهاء من موسم الأوسكار، ونظرا لوقوع الانفصال بينها وبين زوجها فإنها سوف تأخذ الطفل ليعيش معها. وجدير بالذكر أن لبولوك أنشطة خيرية كثيرة أبرزها تعاونها مع الهلال الأحمر الأمريكي إذ تبرعت له بمليون دولار أمريكي خلال أحداث الحادي عشر من سبتمبر وكذلك بمليون آخر خلال كارثة تسونامي عام 2004 ، أما خلال عام 2010 فتبرعت بمبلغ مليون دولار أمريكي لضحايا زلزال هايتي كما كان لها دور مدني في  جهود التوعية والإنقاذ من خطر التسرب النفطي في خليج المكسيك.     

No comments: