Friday, October 7, 2011

خلال معرض ضخم للتعريف بحضارات بلاد الرافدين

ورش أطفال وشعر ومقام عراقي في صحبة حمورابي

أبوظبي- حنان شافعي

في الداخل كان حمورابي منتصبا بكبرياء يتابع الجنود ومن حوله تتوزع سجلات زراعية وأختام ورموز للآلهة، وفي الخارج كان أحفاده ، الذين ربما يسمعوا اسمه للمرة الأولى، يتسابقون في تطويع قطع الصلصال ليصنعوا نسخا جديدة منه تؤكد على الصلة بينهم وبينه رغم طول السنين وبعد المسافات. هكذا كان المشهد خلال احتفالات الأسبوع الأخير من معرض " روائع بلاد الرافدين" الذي نظمته شركة التطوير والاستثمار السياحي، المطور الرئيس للمنطقة الثقافية في جزيرة السعديات بأبوظبي. المعرض
بمشاركة 596 شركة من 28 دولة
المعرض الدولي للصيد والفروسية ملتقى الهواة والمحترفين

أبوظبي- حنان شافعي 
أجيال مختلفة وأعمار متفاوتة جمع بينهم عشق الاقتناص و غواية المغامرة، هكذا كان حال الزائرين للمعرض الدولي للصيد والفروسية الذي استضافه مركز المعارض بالعاصمة الإماراتية أبوظبي في دورة ناجحة هي التاسعة من عمر الحدث. المعرض ينظمه نادي صقارى الإمارات بدعم من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، و تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات بهدف الاحتفاء بالتقاليد الإماراتية المتجذرة، والترويج لها لدى الجمهور الجديد وتعزيز وحماية الكثير من القيم العريقة، كالصقارة والفروسية والصيد البحري.
و يأتي تنظيم الدورة الجديدة من المعرض الدولي للصيد والفروسية هذا العام (أبوظبي 2011) في أعقاب حملة دعاية ضخمة صاحبت قرارات إدراج مدينة العين كأول موقع إماراتي على قائمة التراث العالمي للبشرية، وكذلك تسجيل الصقارة كتراث إنساني حي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو. وربما يفسر ذلك الإقبال الكبير على المعرض حيث حظي بمشاركة دولية واسعة من المنظمات والمؤسسات المعنية بالترويج لرياضات الصيد والحفاظ على الأنواع، وفي مقدمتها جمعية مستشاري الحياة البرية الدوليين IWC، الرابطة العالمية للصقارةIAF، والمجلس العالمي للحفاظ على الصيد والحياة البرية CIC، و عدد  596 شركة من 28 دولة يمثلون أجود الماركات على مستوى العالم في مجالات الصيد والفروسية والرياضات ذات الصلة، لا سيما على الصعيد التجاري. كما تنفرّد هذه الدورة بأجنحة وطنية مُشاركة لكل من الولايات المتحدة، بريطانيا، ألمانيا، السويد، هولندا، بولندا، أستراليا، تنزانيا، وجنوب إفريقيا.
بعد نجاحه في المسرح والسينما والتليفزيون 
المخرج العراقي باسم قهار"التليفزيون هو الأقرب إلى الجمهور"
حنان شافعي
لأنه ينطلق من وعي وطني متمرد، لم يتوقف العراقي باسم قهار عند شكل فني بعينه أو محاولة وحيدة سواء حالفها الحظ وضمنت النجاح أم لا، بل ينتقل من تجربة إلى أخرى ومن جغرافيا الأرض، حيث انطلق كمخرج مسرحي في استراليا فترة التسعينيات، ثم نجح وعرف عربيا في دمشق، إلى جغرافيا الفن عندما حرص على تثبيت قدميه بأرض المسرح الصلبة ومن بعدها ركب سجادة الفن السحرية فطافت به في السينما التجارية كممثل والوثائقية كمخرج، ثم أخيرا كانت محطته مع الدراما التليفزيونية في القاهرة حيث تم تصوير مسلسل "البوابة الشرقية" بمدينة الانتاج الإعلامي، وعرض على شاشة قناة "الشرقية" العراقية بفريق عمل عراقي خالص في مقدمتهم الممثلين هند كامل، و مناضل داوود، و على عبد الحميد، من تأليف العراقي عبد الخالق كريم وموسيقى نصير شمة.
عن تجربته التليفزيونية اللأولى قال باسم قهار "للحياة"، " في الحقيقة التليفزيون ليس وسيطا جديدا بالنسبة لي فقد قمت بأداء العديد من الشخصيات التليفزيوينة منها التاريخي والدرامي إلا أنني هذه المرة أقدم نفسي لجهور التليفزيون كمخرج وليس كممثل لأنني أومن بأن هذا الجهاز الوسيط أصبح أقرب إلى الناس من المسرح والسينما" مشيرا إلى احتفاظ فن المسرح بقيمته العالية والنخبوية في الوقت نفسه، وكذلك ارتباط السينما بجمهور له خصائص اجتماعية واقتصادية وثقافية بعينها "قد لا تتوفر لدى قطاع كبير من الشعوب العربية وبالتالي يلعب التليفزيون الدور الترفيهي والإعلامي الأول والأخطر في حياتهم".
ويضيف قهار حول تجربة "الباب الشرقي"، أنه قرر تقديم تجربة الشباب العراقي في التظاهر والتعبير عن نفسه مثله مثل الشباب العربي في دول المنطقة غير أن تجربتهم تتسم بخصوصية واضحة تتمثل في إجماع العراقيين ربما للمرة الأولى على هدف واحد نظرا لطبيعته الطائفية على حد قوله، لافتا إلى عدم وجوده داخل العراق أثناء تلك التظاهرات وبالتالي اعتبر المسلسل فرصة للتواصل مع قضايا الوطن و التظاهر عبر شاشة التليفزيون خصوصا وأن "غالبية فريق العمل ينتمون بالفعل إلى جيل الشباب الذي يعاني من تهميش الكبار له فضلا عن ضياع الدولة بين فساد وطائفية القائمين عليها". 
على صعيد كرسي المخرج والفرق بين الإخراج المسرحي والسينمائي والتليفزيوني، يقول صاحب مسرحية "الأيام المخمورة" لسعد الله ونوس، أن ثمة فروق كبيرة بين دور المخرج في الحقول الفنية الثلاث من حيث إمكانية الإبداع والانطلاق الفني والسيطرة على الحالة الدرامية للعمل وكذلك استعداد الممثلين وإمكاناتهم الأدائية وقبل كل ذلك نوعية الجمهور المتلقي للمنتج المسرحي أو السينمائي أو التليفزيوني. وأكد قهار أن أفق الإبداع بالنسبة إلى المخرج قد يصل إلى قمته خلال العمل في المسرح، ثم تأتي من بعده السينما أما التليفزيون فتتقلص فيه المساحة الإبداعية للمخرج بسبب عوامل متعددة أبرزها ضغوط الإنتاج وضيق الوقت وضعف النصوص المقدمة والتعامل مع مجاميع الكومبارس المرهقة فضلا عن اختلاف عمق الرؤية الدرامية التي من المفترض أن يتم تبسيطها كي تناسب جمهور البيوت.   
من ناحية أخرى قدم باسم قهار على شاشة التليفزيون العديد من الأدوار المركبة في مسلسلات من بينها "سقوط الخلافة" عام 2010 و "هدوء نسبي" عام 2009 و "خالد بن الوليد" عام 2007، و "نزار قباني" و"الظاهر بيبرس" عام 2005 . و عن الفرق بين كونه مخرجا وممثلا قال " حينما أقف أمام الكاميرا لا أهتم بأي شئ سوى دوري وأتعامل مع زملائي الممثلين ومخرج العمل كممثل مشارك في العمل فقط،  بينما حين أكون المخرج المسؤل عن العمل ككل فإني أهتم بكل التفاصيل وأحاول قدر المستطاع نشر روح الفريق في موقع التصوير بحيث يعمل الجميع بروح واحدة تنعكس بالتأكيد على الصورة النهائية لأي مشروع فني".
وبالنسبة إلى الرصيد السينمائي للعراقي باسم قهار فإن أبرز إنتاجه كممثل يأتي في الفيلم الفرنسي "كارلوس" الذي يعرض لحياة المناضل أو الإرهابي الدولي كارلوس ويقدم فيه قهار دور دبلوماسي عراقي، أما إنتاجه السينمائي الأغزر فيتمثل في إخراج أعمال وثائقية متنوعة تناقش قضايا إنسانية عامة تعكس في ثناياها الظروف الإقتصادية والاجتماعية والسياسية السائدة في الوطن العربي مثل أفلام "أحياء في المقابر" و "حشيش" و "سفير في مقهى" و "غرباء في لغة العرب". و يعلق قهار على تلك الأفلام قائلا بأن "السينما الوثائقية معادل موضوعي لحرية الإبداع لاسيما الإخراج إذ تتمتع بالتلقائية و البساطة والعمق الإنساني الذي يتجلى في أعلى وأعقد صوره في مجتمعاتنا العربية" مشيرا إلى أنه يعتبر العمل في السينما الوثائقية نوعا من الكفاح للارتقاء بالمجتمع وفضح الفساد كما أنه يتعامل معها كوسيلة لاكتشاف الذات والآخر فيما تحتاج إلى مزيد من الحرية في البلاد العربية حيث يمنع من التصوير أحيانا أو تتعرض الأفلام إلى مقص الرقيب.
يذكر أن آخر الأعمال المسرحية التي قدمها المخرج والممثل العراقي باسم قهار كانت بعنوان "أناس الليل" وذلك خلال مهرجان دمشق المسرحي ضمن فعاليات دورة العام الماضي نوفمبر 2010، وهي مقتبسة عن رواية للمغربي "الطاهر بن جلون" وبطولة رائفة أحمد و حسام سكاف و فيحاء أبوحامد، وقد لاقت نجاحا وترحيبا نقديا كبيرا. 

Sunday, July 3, 2011

ثلاث سنوات فقط على إنشاءه و نجح في اجتذاب الكثيرين

بيت العود بأبوظبي..حيث تتحدث الملائكة

أبوظبي- حنان شافعي

"لغة الموسيقى" هي واحدة من أرقى اللغات التي قد يجيدها المرء، وكلما كان أكثر حظا كانت علاقته بتلك اللغة ضاربة في عمق الطفولة حيث "العلم في الصغر كالنقش على الحجر" وبهذا النوع من "النقش"، الموسيقى، يصبح الطفل أقرب إلى النضج منه إلى البساطة. هذا ما يمكن ملاحظته في معظم إن لم يكن كل الأطفال المترددين على بيت العود بأبوظبي طلبا لتعلم لغة الأوتار والأنامل سواء بالعزف على العود أو القانون. ولأن "الموسيقى هي حديث الملائكة" كما عرًفها الكاتب والمفكر الأسكتلندي ،توماس كارلايل، فإن جولة سريعة في أروقة بيت العود ،الواقعة بمنطقة معسكر آل نهيان التي تتميز بالهدوء والرقي، سوف تكشف عن أحاديث متناثرة هنا وهناك في صورة مقطوعات موسيقية متعددة يتدرب عليها الدارسون على مدار ساعات الصباح والمساء بصحبة أساتذة تخرجوا قبل سنوات في بيت العود بالقاهرة على يد الموسيقي العراقي ، نصير شمة ، صاحب الحلم بإنشاء بيت عود عربي يكون له فرع في كل عاصمة عربية، وقد بدأ من القاهرة، مطلع الألفية ، ثم في الجزائر عام 2004 ، و أبوظبي قبل 3 سنوات،  وفي طريقه إلى مدن عربية أخرى من بينها بغداد .

يقول نصير شمة تعليقا على نجاح بيت العود في أبوظبي بعد ثلاث سنوات فقط على إنشاءه " أهم ما تحقق الآن أن أصبحت لدى العائلة الإماراتية قناعة حقيقية بأن يتعلم أبناءها الموسيقى بدليل إقبال الكثيرين على تعلم العود، وكذلك العائلات الوافدة يقبل مختلف أفرادها على الالتحاق ببيت العود حتى السيدات/ الأمهات والآباء الذين يترددون على المكان مع أولادهم أصبحوا بعد ذلك ضمن طلابه" مشيرا إلى أن نجاح التجربة لا يتسنى إلا بتفاعل كافة الأطراف واندماجهم إذ يؤكد،  شمة، أن عملية اجتذاب الطلاب وأسرهم إلى بيت العود ليس بمهمة سهلة لا سيما في ظل وجود خيارات ترفيهية وتعليمية أخرى قد تكون أسهل من تعلم الموسيقى الذي يحتاج إلى بذل كثير من الجهد والمثابرة. ويضيف الموسيقى العراقي أنه إذا كانت البداية  صعبة فإن النتائج التالية غالبا ما تحمل قدرا أكبر من الإدهاش حيث "استغرق بيت العود في مصر ما يقارب العشر سنوات حتى اكتسب مكانته وأصبح معروفا ، كذلك الطلاب تبدو مهمة تعليمهم العزف على العود في البداية صعبة إلى حد كبير لكنهم سرعان ما يتقدمون ويعزفون بجودة عالية " لافتا إلى حرصه على تدريب العازفين، لاسيما الأطفال، على أداء مقطوعات موسيقية تعود إلى التراث العربي القديم "لكي تتربي لديه هوية وخصوصية يعرف بها نفسه ولا يصبح كوجبة ماكدونلدز مستهلكة ومباحة في كل مكان" على حد وصفه.

ولعل من الأشياء المدهشة في طلاب بيت العود بأبوظبي ، اختلاف أعمارهم التي تتفاوت ما بين 6 سنوات ، وهو أصغر سن قد تتم الموافقة على التحاقه للدراسة، و 50 سنة حيث يلاحظ في الحفلات التي ينضمها البيت من وقت لآخر تكون فريق من العازفين قد تفصل بينهم سنوات حياة طويلة فيما تربطهم علاقة فنية وموسيقية وطيدة. يقول شمة معلقا على ذلك "الموسيقى هي الشئ الوحيد الذي يخلق الإنسجام بين الإنسان ومحيطه لذلك لافرق بين الأفراد المنتمين إلى بيت العود مطلقا، حتى أنه لا فرق بين العازفين الدارسين والمعلمين لأن الموسيقى تختزل كل الفوارق و تصبح المستويات متقاربة مع التقدم في مستويات العزف، وأفضل مثال على ذلك، مريم، أصغر طفلة انضمت إلى بيت العود مؤخرا أصبحت تعزف ما يعزفه طلاب المعاهد، كما أن مهاراتها تفوق مهارات عازف في الأربعين". وربما كان أحد عوامل الانسجام الذي يتحدث عنه مؤسس بيت العود في أبوظبي هو شيوع جو عائلي بين المعلمين والطلاب وعائلاتهم، فمن ناحية كان المعلمون طلابا قبل سنوات قليلة في بيت العود في القاهرة، من بينهم 3 معلمين لآلة العود هم أحمد حميد ، وشرين تهامي، و علاء مدحت ثم معلم آلة القانون بسام عبد الستار، إضافة إلى معلم مادة الصولفيج ليث على حمد. ومن ناحية أخرى يتعامل أولياء الأمور مع المكان ومن فيه باعتباره جزءا من روتين حياتهم اليومية حيث يترددون عليه بصفة دائمة لإحضار أولادهم ومن ثم يتبادلون الأحاديث التي تحولت تدريجيا إلى أنشطة ومقترحات لاستغلال الوقت حتى يتنتهي حصص الأطفال التي عادة ما تتعد مدتها المحددة نظرا لانشغال الأساتذة بالموسيقى عن الوقت وهكذا.

تقول ،أمل صقر، الباحثة بمركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية ووالدة الطفل ، كريم عهدي، "كان لدي حلم بأن يتعلم ابني الوحيد العزف على الة العود وهو يعتبر من أوائل الطلاب الذين التحقوا بالمكان وشعرنا في البداية أن المسألة لسيت سهلة لكن مع الوقت تحسن مستواه وأصبح من أفضل العازفين الذين يعتمد عليهم المعلمون في حفلات البيت" مشيرة إلى أن كل من في المكان يتعاملون معها وطفلها كأسرة واحدة بداية من نصير شمة الذي يأتي إلى أبوظبي 5 أيام شهريا للإشراف على سير العملية التعليمية وإقامة الحفلات ، وحتى الأساتذة "الذين لا يبخلون على الطلاب بعلمهم" ومرورا بأسر الطلاب الآخرين الذين أصبحوا أصدقاء وصديقات لعائلتها، تقول صقر " بيت العود أصبح جزءا من حياتنا الأسرية حيث أتفق مع غيري من أولياء الأمور ونقيم جلسات ثقافية أو ترفيهية بالتوازي مع حضور أبناءنا حصصهم الموسيقية، كما نقوم بتنظيم حفلات عائلية في المناسبات نلتقي من خلالها للتعارف في حضور جنسيات مختلفة وتصبح فرصة لسماع عزف الأبناء وتشجيعهم من وقت لآخر".  

ولا تتوقف مهمة بيت العود العربي بأبوظبي عند تعليم وتدريب العازفين على آلتي العود والقانون بل تم تأسيس ورشة لصناعة العود بدعم من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، الراعي الأول للمشروع حيث قام نصير شمة بتوفير جميع أنواع الأخشاب حتى النادر منها، وكذلك أجود أنواع الأوتار وجميع مايلزم لصناعة هذه الآلة بمواصفات دقيقة ومنفردة، إسهاماً في الوصول إلى صناعة آلة العود بأرقى مستوياتها وبمعايير منافسة عالمياً من حيث الصوت والجودة والشكل المميز. وقد استعان شمة بصانع الأعود الموهوب، عمرو فوزي ، الذي قال أنه يتصف بالدأب والمثابرة والجدية في العمل لذلك أحدث نقلة نوعية في صناعة آلة العود بمصر وفي العالم العربي . ويعد وجود هذه الورشة بمثابة "عيادة"  داخل بيت العود لمعالجة كل المشاكل التي تطرأ على الآلة بسبب متغيرات المناخ التي تنعكس على الآلة الموسيقية بسرعة مذهلة، ومن هنا تأتي أهمية وجود ورشة ملحقة بكل بيت عود يُفتتح.



سيرة أدبية

·        حنان شافعي ، شاعرة ومترجمة وصحافية مصرية .
·        مواليد ديسمبرعام  1984 بمحافظة الجيزة.
·        حصلت على ليسانس الألسن في اللغة الإنجليزية والأدب والترجمة من كلية الألسن ، جامعة عين شمس، عام 2006.

·        بدأت حياتها الأدبية منذ سن مبكرة من خلال المشاركة في الأنشطة الثقافية الإقليمية، وكانت تهوى حفظ و إلقاء القصائد الطويلة والصعبة، ومع التحاقها بالجامعة ودراستها للأدب الإنجليزي بدأت مباشرة في كتابة قصيدة النثر وحضور فعاليات شعرية بنقابة الصحفيين المصريين ومعرض الكتاب الدولي بالقاهرة، كما نشرت أول قصيدة لها بمجلة الثقافة الجديدة.

·        صدر ديوانها الأول عام 2009 تحت عنوان "على طريقة بروتس" عن دار شرقيات بالقاهرة، وفي هذا العام تم اختياره ضمن أفضل إصدارات العام في استفتاء صحيفة الأهرام المصرية.
·        كما حصل على جائزة أفضل ديوان أول فصحى في مسابقة "الملتقى العربي لقصيدة النثر" الذي عقد بالقاهرة في مارس 2010.
·        ترجمت قصائدها إلى الفرنسية ضمن أنطولوجيا أعدها الشاعر التونسي جمال جلاصي.

·        على الصعيد المهني، بدأت حياتها العملية في مجال العلاقات العامة و الترجمة التي عملت من خلالها في مؤسسات مختلفة مثل:
·      Human Rights Watch   
·        المركز الدبلوماسي المصري
·        مؤسسة جود نيوز
·        انخرطت في العمل الصحفي كمحررة ثقافية وفنية في عديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية
      من بينهم:
·        مجلة صباح الخير، مؤسسة روزا اليوسف.
·        صحيفة البديل
·        مجلة جود نيوزسينما
·        صحيفة الحياة اللندينة
·        صحيفة الإمارات اليوم، مؤسسة دبي للإعلام.
·        مجلة الصدى، مؤسسة الصدى للنشر والتوزيع، دبي.
حاليا تقيم بين العاصمة الإماراتية أبوظبي والقاهرة، وتعمل كصحافية حرة.  
للتواصل: hanan@hananshafey.com

Friday, June 3, 2011

ذات متمردة تجابه العالم

                عمر شهريار

     في ديوانها الأخير والصادر مؤخرا عن دار شرقيات تضع الشاعرة حنان شافعي عنوانا دالا : " على طريقة بروتس " والذي يحيل إلى شفرة ثقافية مستوحاة من نص " يوليوس قيصر" لوليم شكسبير والذي تجاوز فيه " بروتس " كونه شخصية داخل نص مسرحيإلى الانتشار في الفضاء الثقافي العام، بحيث أصبح يكتسب وجوده المستقل بمعزل عن النص الأصلي، وأصبح يمثل شفرة ثقافية خاصة ، فمجرد ذكر بروتس والجملة الشهيرة " حتى أنت يا بروتس" أصبح يشبه الكلمات المأثورةالتي تمتلك دلالاتها الخاصة، ومن ثم فإن وجود العنوان بهذه الصيغةلا يتماس فقط مع النص الشكسبيري بقدر ما ينفتح على دلالات ثقافية كبيرة أ صبحت تحمله الشخصية.

     العنوان، إذن، وكعتبة أولى للنص، ينفتح على ذلك الموروث الثقافي المرتبط بالخيانة، فالذات الشاعرة منذ البدء تعلن عن االمسار الذي تنتهجه؛ وهو الخيانة ، ولكنهاخيانة جملة من الممارسات والتصورات الذكورية التي تموضع المرأة في نطاق ضيق بعينه، ومن ثم فإن الذات الشاعرة الأنثوية داخل النص تبدو طوال الوقت كمتمردة وخائنة لهذه التصورات الذكورية السائدة ، ولكل المفاهيم الراكدة، وذلك عبر لغة شعرية لا تنغلق على نفسها ، ولعل هذا النزوع نحو التمرد واخيانة يتأكد مع الإهداء، كعتبة ثانية، تقول : "إلي../ وحدي / أتمرد / وأجرب / وأيضا أدفع الثمن " فالذات من خلال هذا الإهداء تعيد التأكيد على ما صدرته لنا في العنوان من رغبة في التجريب والتمرد على الموروث الثقافي وخيانة ثوابته . وربما يكون الغلاف، أيضا، كعتبة تؤطر الدلالة الكلية للديوان تؤكد ما ذهبنا إليه ، حيث نجد على يمين الغلاف صورة لتمثال رجل روماني يتميز بقوة جسدية واضحة  مشمرا عن ساعديه ، في حين أن يسار الغلاف به مجموعة الكلمات ال‘نجليزية المكتوبة بخطوط متباينة وتحتل معظم الغلاف، وتبدو كما لو كانت تزيح ذلك الذكر إلى الخارج .فالكتابة _ ويجب أن نتأمل مفهوم الكتابة والوعي الكتابي الذي يرفض الصيغ الجاهزة وانتقال المعرفة من الكبير للصغير عبر الوراثة الثقافية_ اليسارية تزيح الذكورة اليمينية .

Thursday, June 2, 2011

دراما قاتمة للثنائي الإماراتي إسماعيل عبد الله وحسن رجب

"السلوقي" لعبة مسرحية للخوض في المسكوت عنه

أبوظبي- حنان شافعي


عندما يتحلى الإبداع بالجرأة يتمكن الفن من لعب دوره الحقيقي في تحقيق المتعة وطرح أسئلة عميقة ، وعندما يتعلق هذا الفن بالمسرح يصبح الرهان أقرب إلى المكسب خصوصا إذا أمسك بطرفي التجربة كاتب مثقف مثل الإماراتي، إسماعيل عبد الله، ومخرج مبدع ومسؤل مثل الفنان الإماراتي ،حسن رجب، هذا الثنائي الذي تجمعه رحلة مسرحية طويلة انسجم فيها الإبداع مع الحس النقدي الفلسفي إضافة إلى جرأة الطرح التي كثيرا ما تثير حولهما جدلا واسعا.

 في عملهما الأخير "السلوقي" يمارس إسماعيل عبد الله لعبته الأثيرة في العودة إلى الماضي والإغراق في المحلية المتمثلة في العادات والتقاليد الإماراتية، وطريقة الملبس والمأكل ووسائل كسب الرزق في الماضي، الذي لم يكن يعرف رخاء النفط ولا أوجه الحداثة، وفي مقدمتها الصيد، ومجتمع الصيادين الملئ بالدراما والصراعات حول السيطرة على مناطق الصيد وتقسيم الصيادين إلى فئات طبقية غالبا ما يتحكم فيها تجار بعينهم أو شخصيات ذات حظوة إجتماعية وبالتالي اقتصادية مثل "النوخذة"، وهي كلمة تعني أساسا قائد السفينة والمتحكم فيها لكنها تتعد المفهوم المهني للكلمة إلى السياق الإجتماعي الطبقي،  ثم علاقة هذا المجتمع بالاحتلال البريطاني وكيف أثر كلاهما على الآخر. كل ذلك يمثل غالبا المادة الخام التي يستلهم منها عبد الله عوالمه المسرحية ويشكل الكثير من الأفكار والقضايا التي تتماس مع الحاضر ، باعتباره في كثير من الأحايين امتداد لها، لكنها تبدو على السطح قادمة من زمن مضى وشخوص لم يعد لهم وجود في المجتمع الجديد، بل ربما لم يعد لهم وجود على الإطلاق إلا في ذاكرة العجائز الذين لا يزالون مسكونين بروح تلك السنوات ولا يخفون دهشتهم بما طرأ على مجتمعهم من تغير، ولا إخفاقهم في التعاطي معه بعكس الأجيال الجديدة. 

المصورة الإماراتية ميثاء بنت خالد

بين حداثة الصورة وعشق الأبيض والأسود

أبوظبي _حنان شافعي

ببساطة واضحة تتحدث المصورة الإماراتية ميثاء بنت خالد عن علاقتها بالكاميرا والصورة والألوان لكنك سرعان ما تكتشف سر تلك البساطة وعمقها بمجرد أن تبدأ جولتك في معرضها، وتجد نفسك منجذبا ومستسلما تارة إلى صراحة الأبيض والأسود المسيطران على معظم أعمالها، وتارة أخرى إلى موضوعات الصور في حد ذاتها التي تتورط بقوة في البيئة الإماراتية الأصلية من حيث التفاصيل والهدوء والأجواء التراثية ثم قبل وبعد كل شئ "الصقور" تلك الطيور التي تربطها بالإماراتيين علاقة خاصة. تقول ميثاء، التي التحقت بمعهد نيويورك للتصوير الفوتوغرافي إضافة إلى كونها طالبة بكلية الآداب جامعة زايد، أن علاقتها بالتصوير بدأت في مرحلة مبكرة من عمرها وبصورة فضولية إلا أن ممارستها لفعل التصوير على المستوى العملي بدأ منذ عام 2003  حيث انضمت إلى جمعية الإمارات للتصوير الضوئي وفيها تلقت تدريبات على أسس التصوير من خلال ورش العمل والدورات التي تعقدها الجمعية بانتظام وتسهم بصورة كبيرة في تعزيز موهبة الكثير من المصورين الإماراتيين.

ويعد التصوير الفوتوغرافي من أبرز الأنشطة الفنية على الساحة الثقافية وحتى الإجتماعية الإماراتية حيث يجد الكثير من الشباب والشابات الإماراتيات في ممارسة فن التصوير فرصة لاثبات أنفسهم ومن ثم الإنطلاق في اكتشاف الحياة من حولهم خصوصا في ظل توفر الإمكانات المادية والتقنية، حيث يقتني معظمهم كاميرات على أعلى مستوى من الإحترافية، وكذلك توفر الدعم المعنوي المتمثل في التشجيع العام لممارسة التصوير سواء من خلال المسابقات الكبرى التي تعقد في كل إمارة من الإمارات السبع تقريبا بصورة سنوية، أو إقامة المعارض المجهزة والدعاية لها وبالتالي للمصور الذي يملؤه الحماس لتطوير نفسه وامتلاك أدواته حين ينال كل هذا التشجيع والشهرة فضلا عن حبه للفن ذاته.

ولعل ميثاء بنت خالد نموذجا قويا لنجاح الموهبة عندما يتم تطويرها والعمل عليها من ناحية ومن ناحية أخرى عندما تتمتع بخصوصية تميزها عن غيرها. أما خصوصية الصورة التي تلتقطها ميثاء فتكمن في عنصرين أساسيين : أولهما المكان ويمثل الفضاء الجغرافي الذي تختاره المصورة ليكون خلفية لموضوع صورها وعند ميثاء ليس بعد الصحراء مكان، والصحراء في الإمارات ليست خالية تماما بل تحتفظ بنوعيات مختلفة من الأشجار والتضاريس وبالطبع الحيوانات والطيور التي تشكل كلها موضوعات جاذبة لعدسة الكاميرا وصاحبتها التي تعتز كثيرا بالبيئة الإماراتية وتراثها القديم. تقول "البيئة الإماراتية البسيطة والقديمة هي عشقي الأول وهي المكان الذي أريد تعريف العالم به عن طريق الكاميرا والصورة طمعا في نشر ثقافة الصورة من ناحية وإبراز جماليات التراث الإماراتي من ناحية أخرى" لافتة إلى عدم انبهارها كثيرا بمظاهر الحداثة التي طرأت على المجتمع الإماراتي سواء في الطراز المعماري أو أسلوب الحياة الاستهلاكي والسريع البعيد عن البيئة الطبيعية.

وبالحديث عن البيئة الطبيعية يلاحظ تركيز بنت خالد على مفردات أو موضوعات معينة لتصويرها في أكثر من مكان وبزوايا مختلفة مثل "الجمال" و "الصقور" و "أشجار الصحراء" و "الخيل" و "الحياة البرية" و "الصيد" كلها من الأشياء الأثيرة لدى الإماراتيين على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية. وتستحوذ الصقور على نصيب الأسد في أعمال ميثاء بنت خالد حتى أنها فازت بالمركز الأول في مسابقة التصوير محور الصيد ، معرض الصيد والفروسية 2008 و المركز الثاني في مسابقة الغربية ،محور الحياة البرية 2009 . وعن اهتمامها بالصقور كموضوع للتصوير الفوتوغرافي تقول ميثاء بنت خالد " الصقر يرمز إلى عدة أشياء خاصة لنا في دولة الإمارات وفي دول الخليج بصفة عامة ، فهو رمز للشموخ والطموح والقوة ، كما ان له مكانة خاصة عندنا لأنه الشعار الذي يزين علم بلادي ، والصقر يعتبر من تراثنا الذي تعودنا وتربينا عليه ، فأنا منذ الصغر تعودت على الصقور والتعامل معهما، حتى اصبحت تربطني علاقة قوية، وتأقلم عجيب" مؤكدة أنها تملك قدرة على ترويض الصقر أمام الكاميرا لكي تلتقط له صورا مختلفة، كما أنها بصفة عامة وكما يظهر في الصور، تجيد التقاط صور للحيوانات في لحظات مثيرة وشديدة الدقة أثناء الحركة مثلا أو القفز.

العنصر الثاني في الخصوصية التي تتمع بها تجربة ميثاء في التصوير يتعلق باللون، ومع التطوير التكنولوجي السريع الذي يشهده عالم التصوير والكاميرات وشيوع تقنية التصوير الرقمي أو "الديجيتال" أصبح هناك الكثير من الاستستهال أحيانا وأحيانا أخرى استخدام تلك الإمكانات في صنع إبهار شديد في الصورة من خلال الألوان وبرامج الفوتوشوب التي ربما يصعب معها التفريق بين الطبيعي والمصطنع. أما صور ميثاء بنت خالد فتكاد تخلو من كل ذلك بل تزهد في معظم الألوان ليبقى الضدين العملاقين في حضور طاغ، إنه الأبيض والأسود الذين تنسج منهما ميثاء صورا بديعة تنم عن تلقائية وعفوية الصورة والموهبة التي تقف وراءها في لمحة واحدة. وهي لا ترى في ذلك انتقاصا من جماليات أعمالها بل تصر بنت خالد على قصديتها وعلى أنها لا تحب التدخل في الصورة كثيرا سواء في تصحيح الألوان أو إضافات أي من عناصر الإبهار الأخرى معللة ذلك "بأنه يفقد الصورة تلقائيتها وأثرها الحقيقي الذي من المفترض أن يصل إلى المتلقي، كما أن الأبيض والأسود هما لوني الوضوح وصدق المشاعر" هذا الصدق، تحمله بلاشك كل موهبة حقيقية ومن ثم نتاج هذه الموهبة أيضا، تماما كما تفعل الصور التي تلتقطها الإماراتية ميثاء بنت خالد والتي تصنع وهي معلقة على حوائط المعارض حالة من الراحة والهدوء الخالص.     


Tuesday, May 17, 2011



النفاذ من أضيق الثقوب.. على طريقة بروتس

د/ عبير سلامة

من السهل أن يتعاطف المتلقي مع صوت الذات، متفهما علو نبرته وحدة سخريته، نتيجة التأثيرات الأسلوبية لعملية انتهاك التواصل مع المتلقي الافتراضي، ونزع الألفة عن أحداث وعلاقات تتحول بالتكرار إلى أفعال آلية بدون وعي أو إحساس. هذه العملية حاسمة في الاستجابة للشعر، ولقصيدة النثر بوجه خاص، لأنها حسب المشهور قصيدة اليومي والمألوف، ما يجعلها متورطة في آلية التواصل إلى حد يشوش على أدبيتها ويخلط بين الشعري والنثري.
تتشابك في الديوان علاقات بالأهل، الحبيب، الأصدقاء، العابرين في الشوارع، الجسد، والأشياء، مع أحداث اللقاء، الهجر، والموت. وتُنزع الألفة عن هذه العلاقات والأحداث المعتادة، من خلال تصميم يضيف تأثيرات أسلوبية على المستوى الصوتي والتركيبي والدلالي.

Wednesday, May 11, 2011

Saturday, May 7, 2011

Monday, April 18, 2011

عامر زريقات نائب رئيس "بيت دوت كوم":

"البحث عن وظيفة وظيفة في حد ذاته"

حوار: حنان شافعي

تعليقا على نتائج استطلاع أحلام وطموحات شباب العالم في الإمارات والذي تنوعت نتائجه كما تتنوع القصص التي يعيشها كل شاب في رحلة البحث عن الذات وعن فرصة عمل مناسبة يستطيع من خلالها تحقيق أحلامه، تلك الرحلة التي يظن البعض أن زاده الوحيد فيها هو مؤهله الدراسي أو مهارة بعينها إلا أن الاختصاصيين أكدوا غير ذلك لافتين إلى ضرورة تطوير المهارات يوما بعد يوم بناءا على مؤشرات متطلبات سوق العمل منذ نهاية العام المنصرم ومع بدايات العام الجديد، من هؤلاء الاختصاصيين كان أحد فريق عمل أشهر موقع توظيف في المنطقة العربي "بيت دوت كوم" الدكتور عامر زريقات الذي أجرت معه "الصدى" الحوار التالي .  
ملف خاص

في استطلاع لتجارب شباب العالم في الإمارات

من يأتي أولا الحلم أم الفرصة ؟

تحقيق: حنان شافعي

أينما يذكر الشباب تكثر التساؤلات وتتراوح الأحاديث حول المستقبل وما يحمله كل عام جديد مختلف عن عام مضى، وبين وعود وطموحات واحتياجات يحمل كل شاب أحلامه مثلما يحمل حقيبته، و لأن دولة الإمارات العربية المتحدة أحد اللاعبين الأساسيين في سوق العمل العالمية، يتوافد إليها آلاف الشباب سنويا من كافة أنحاء العالم، تختلف إمكاناتهم وأيضا جنسياتهم وثقافتهم لكنهم جميعا يتحدون في البحث عن فرصة وأيضا في تتبع مؤشرات التوظيف وارتفاع أو انخفاض الرواتب وكذلك المجالات التي تحمل أملا بانفراجات جديدة خصوصا في ظل توترات اقتصادية عالمية تؤرق الجميع....

"الصدى" استطلعت أحلام وتوقعات عينة من شباب العالم الذين قدموا إلى العمل في دولة الإمارات والذين يمثلون بالطبع مختلف التوجهات والثقافات وقد تراوحت أعمارهم بين 25 إلى 35 عام وتنوعت مجالات عملهم في الحقل الإعلامي والعلاقات العامة والتسويق والمواقع الحكومية والطاقة والتعليم والتأمين وغيرها. أبرز هؤلاء الشباب هي الإعلامية اللبنانية جنان مرهج التي تعمل كمذيعة في راديو "أم القيوين إف إم" منذ قدومها إلى الدولة عام 1999 والذي كان بما يشبه الصدفة لكنها في الحقيقة أصبحت بداية جديدة وقوية لها بحسب تصريحاتها، تقول "الإمارات سوق للفرص لكن ليس للجميع وليس في كل المجالات لكني في المجال الإعلامي اختبرت احتراما بالغا و حققت اسمي في أشهر قليلة وهو ما لم أحققه في بلدي" مشيرة إلى المناخ التنافسي الذي يتسم به سوق العمل في الإمارات وفي الوقت نفسه يعد من تحدياته. وتؤكد مرهج أنها في البداية توقعت أن تجد الإمارات بلد صحراوي ومنعزل لكنها وجدته متطورا ربما أكثر من دول أوروبية أخرى كما أنه أصبح أقرب وأحب الأماكن إليها بعد أن وجدت فيه نصفها الآخر وتمكنت من تكوين أسرة نموذجية وأيضا أطفال ترغب في تربيتهم في ظل مناخ الأمارات الذي تجد فيه التنوع الثقافي واللغوي على حد قولها.

الحلم أولا

99 بالمائة من الشباب الذين تحدثت إليهم كانت لهم أحلام شبه محددة قبل مجيئهم إلى الإمارات،  حتى من جاء لأسباب أخرى مقدمة على العمل تحول اهتمامه فيما بعد إلى العمل وتحقيق حلم ما كان يراوده من قبل. ومن الضروري أيضا أن نؤكد بأن الأحلام ليست كلها عملية لأن هناك من قدم إلى الإمارات باحثا عن مكان جيد يعيش فيه وفي المقابل عدم الرغبة في العودة إلى بلده الأم على الأقل في الوقت الحالي . من هؤلاء الشباب كانت "كاريسا كرولي" استرالية، 28 عاما، التي تقول "كنت أعمل قبل ذلك في أيرلندا وعندما انتهت الفيزا الخاصة بي لم أرغب في العودة إلى استراليا، التي أحبها بالطبع، لكني أريد أن أعيش في مكان دافئ لذلك اخترت الحياة في مدينة دبي رغم أني لم أكن أعرف أحد فيها أو حتى لدي عمل" حيث تابعت كرولي تعلم اللغة العربية في مركز تعليم العربية في المركز التجاري العالمي في دبي لمدة عامين بهدف مزيد من الانخراط في المجتمع الإماراتي وممارسة الحياة بصورة أفضل وفي الوقت ذاته الحصول على عمل. وبعد مرور أكثر من 4 أعوام على مجيئها إلى دبي تؤكد كرولي، التي تطمح إلى تأسيس مشروع استثماري خاص بها، أن الإمارات تمنح الناس فرص قوية لاكتشاف ثقافات مختلفة وأيضا التنقل بين أكثر من مجال عمل وبالتالي تطوير الخبرات والعلاقات الاجتماعية إلا أن ذلك كله متوقف على الشخص نفسه.

ولازلنا مع الباحثين عن مكان أفضل للعيش قبل العمل ومن بينهم كان اللبناني رشاد الغضبان الذي يعمل مدير للعلاقات العامة بإحدى الشركات المعروفة في هذا المجال والذي قال بأنه قدم إلى الإمارات عام 2006 هربا من الحرب الدائرة في لبنان آنذاك وبحثا عن مناخ آمن يمكن أن يخرج فيه طاقاته بصورة أفضل. ويشير الغضبان إلى أن ظروف العمل في الأمارات ليست سهلة كما يعتقد البعض لكنها في الوقت نفسه تحمل العديد من الخيارات التي ينبغي على المرء اختبار ما يناسبه منها، كما يضيف أن التنافسية التي يتسم بها سوق العمل الإماراتي هي في الحقيقة لصالح الشباب لأنها تحفزهم على تطوير أنفسهم من حيث التقنيات وآليات العمل.

أما سيدني ،فلبينية، التي تعمل في شركة تأمين فينطبق عليها المثل القائل بأن "رب ضارة نافعة" لأن قدومها إلى الإمارات في البداية كان هربا من قصة حب فاشلة ورغبة في نسيان الحبيب الذي تقول أنها كانت شديدة الارتباط به ومع ذلك قررت أن تستقل بحياتها وتبدأ في تحقيق أحلامها في مكان آخر. وتتفق سيدني مع شباب كثيرين بأن اختراق سوق العمل في الإمارات ليس بالأمر السهل ولكنه في الوقت نفسه يعتمد بالأساس على الشاب من حيث طموحاته وتطوير نفسه بحيث يصبح لديه فرص أفضل، ورغم ضعف راتبها نسبيا مقارنة برواتب آخرين تعتبر سيدني نفسها محظوظة لأنها عثرت على عمل في شركة مستقرة ووسط مناخ عمل جيد وبالتالي تستطيع أن تنفق على تعليم أخيها وأيضا توفر بعض المال لتشتري منزلا في الفلبين كما تحلم.

وبخلاف القصص والأهداف السابقة تأتي قصة النيجيرية ستيلا ليموجا برواية أخرى مغايرة حيث الشابة البالغة من العمر 34 عاما تحقيق طموحها في دراسة وامتهان السينما وبالفعل أدخلت بياناتها على موقع مدرسة نيويورك للسينما بأبوظبي لتفاجأ بقبولها وأن عليها الاستعداد للانتقال والعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أن الأمر لم يستمر بهذه المرونة نظرا لرفض والدها مبدأ إقامة ابنته في دولة عربية لكنها نجحت في إقناعه بأن ما يصوره الإعلام عن الدول العربية ليس صحيحا تماما كما يتم ترويجه عن إفريقيا ونيجيريا على وجه الخصوص. تقول ستيلا " أستطيع أن أقول بكل ثقة أن الإمارات دولة نموذجية للدراسة حيث الحياة الآمنة والتنوع الثقافي الذي لم أتوقعه على الإطلاق، فأنا هنا أتعلم أشياء كثيرة جدا وأتابع دراستي دون مشاكل" لافتة إلى أنها لم تعان أي ضغوط لأن تتصرف بصورة معينة كما أن وجود الكثير من الثقافات التي تتفاعل معها أمر هام لطلاب السينما حتى أنها تفكر في تغير خطتها من السفر إلى الولايات المتحدة إلى البقاء في الإمارات لفترة أطول.

تحديات
ولعله من السمات المميزة لدولة الإمارات لانفتاح على مناخ استثماري قوي يبشر بمستقبل أفضل على كافة الأصعدة عبر مجموعة كبيرة من المشروعات التي تتبناها حكومة كل إمارة على حدة فضلا عن مشروعات القطاع الخاص التي تستوعب أعدادا غفيرة من شباب العالم . وتبلغ نسبة الشباب الذين يعتقدون من خلال تجاربهم أن الإمارات بالفعل أصبحت سوق عالمية لفرص العمل حوالي 70 % من العينة التي شملها الاستطلاع بينما يعتقد 20 % منهم بعكس ذلك، فيما يري 10 % منهم أنها في طريقها إلى أن تصبح كذلك لكنها في حاجة إلى مزيد من الوقت والتسهيلات القانونية والاستثمارية. ومن الشباب المتحمسين إلى سوق العمل في الإمارات المصري محمد رأفت ، 33 عاما، الذي يعمل في إحدى أهم شركات البترول في الدولة منذ 7 سنوات  وقد تدرج فيها بدءا من موقع عمل بسيط حتى أصبح في موقع أفضل، يقول " أعتقد أن بيئة العمل في الإمارات جيدة و تضمن للموظف استقرارا نفسيا، لكنها تحمل أيضا قدرا كبيرا من التحديات التي تتطلب من الشباب جهدا أكبر إضافة إلى الإلمام بمهام العمل من جوانب مختلفة" حيث استطاع رأفت أن يحقق جزءا كبيرا من أحلامه التي قدم بها وفي مقدمتها بحسب تصريحاته "الزواج وشراء سيارة". من جانبه اتفق هادي،27 عاما، الأخ الأصغر لمحمد رأفت والذي يعمل في مجال التأمين اتفق مع شقيقه على أن الشاب الذي يعمل في الأمارات يتمتع بمهارات أعلى وخبرات تميزه عن أقرانه في دول أخرى وتمنى هادي أن ينجح في تكوين أسرة وإنجاب أطفال بشرط أن يتمكن من تربيتهم في المجتمع الإماراتي حيث توفر وسائل الراحة والتعليم إلا أنه يرى صعوبة كبيرة في الاستمرار في العمل أو الحياة في الإمارات دون تحصيل راتب مرتفع نظرا لغلو الأسعار وارتفاع مستوى المعيشة، يقول "هناك وجه سلبي للرفاهية التي تتميز بها الإمارات حيث ارتفاع أسعار السكن والحياة بكل مستوياتها كما أن وسائل الترفيه هنا مغرية وفي الوقت نفسه مكلفة جدا لذلك ليس في مقدور كل الشباب أن يدخروا من رواتبهم أو يحققوا ما يحلمون به".

ومن تحديات غلاء الحياة في دولة الإمارات إلى تحدي الظروف الاقتصادية والأزمة العالمية التي أثرت على كل الأسواق بما فيها السوق الإماراتي . تلك الأزمة هي التي دفعت أجنيسكا رودنيكا ، بولندية، إلى المجئ إلى الإمارات والعمل لدى مجلس أبوظبي للتعليم كأخصائية علم نفس تربوي بعد إغلاق المركز الذي كانت تعمل به في المملكة المتحدة. ترى رودنيكا أن الإمارات تتمتع بمزايا مهنية مبشرة رغم كل الظروف الاقتصادية وأنها مؤهلة لأن تكون سوق عمل عالمي خلال السنوات المقبلة خصوصا في ظل سهولة جذب الاستثمارات المختلفة. أما التحديات التي يراها الشاب التونسي تاج الذي يعمل في مجال تسويق الماركات العالمية فتتمثل في التنافسية الشديدة على فرصة العمل الواحدة مما قد يشكل ضغطا نفسيا كبيرا خصوصا بعد التغيرات الكبيرة التي شهدها السوق الإماراتي خلال العامين الماضيين يقول " تسببت الأزمة الاقتصادية في خفض الرواتب بصورة كبيرة هذا بخلاف الذين تم الاستغناء عن خدماتهم أصلا، وأصبح بعض أصحاب الأعمال يضغطون على الشباب للعمل ساعات أطول بدون مقابل" لكنه أكد في الوقت نفسه على تفاؤله بالعام الجديد وانتعاش المؤشرات الاقتصادية مرة أخرى.

الرأي الآخر
      
وتحريا للدقة والأمانة نتعرض إلى نسبة الشباب الذين شملهم الاستطلاع وكانت آرائهم مخالفة لما سبق من خلال تجربتهم الواقعية حيث رأى بعضهم أن الإمارات تعاني كذلك مما تعانيه أسواق العمل في دول أخرى سواء من تفشي الوساطة أو عدم تكافؤ الفرص. هذه العينة بلغت نسبتها 10 % ومنها على سبيل المثال اللبناني محمد صلهب الذي يعمل في مجال العلاقات العامة ويرى أن الإمارات ليست سوق عمل عالمية بالمعنى السليم رغم وجود تنوع كبير في الجنسيات العاملة فيها، يقول " سوق العمل الإماراتي مجال جيد للكسب المادي لمن يريدون تحصيل أموال فقط، أما من يحلمون بتطوير أنفسهم على مستويات مختلفة وبصورة عميقة عليهم البحث عن مكان آخر" معللا رأيه بأنه ليست هناك معايير واحدة لتقييم العاملين في أي مجال وهو ما يرفع من شأن البعض ويقلل من شأن البعض الآخر. ويضيف صلهب الذي قدم استقالته للشركة التي يعمل بها ويستعد للرحيل "لقد جربت العمل والعيش في أكثر من دولة خليجية والجميع يتشابهون تقريبا في المناخ الذي يحمل اختلافات كثيرة في مكان واحد دون تفاعل حقيقي".

أما النموذج الثاني فهو محمد جمال، البالغ من العمر 26 عاما و الذي رفض ذكر جنسيته إذ أن له تجربة مع الإمارات، يقول " هذه هي المرة الثالثة التي أزور فيها دولة الإمارات بحثا عن فرصة مناسبة للعمل وقد قررت السفر إلى هنا انطلاقا من أن الإمارات هي الأفضل عربيا من حيث الفرص، إلا أنني أكتشف في كل مرة صعوبة الوضع أكثر وأكثر، كما أني وجدت حاجة المرء إلى ،واسطة، للحصول على فرصة جيدة مثلما هو الحال في الدول العربية" لافتا إلى أن المؤهلات والخبرات ليست هي عنصر التقييم الوحيد كما أن هناك صعوبة في التواصل مع صناع القرار والمسؤلين في معظم المجالات وخصوصا مجال الإعلام والفنون. من ناحية أخرى يشكو جمال من وجود فجوة كبيرة بين ما يتم إعلانه في الصحف وأجهزة الإعلام من استقطاب واحتواء للمواهب والمشروعات الشابة وما يحدث في الواقع، كما يشير إلى ضرورة تطوير قانون الإقامة و قوانين العمل ،"فهي ليست بمستوى التطور الكبير  و التقدم الذي تشهده البلاد على الأصعدة الأخرى"، فالقوانين بحاجة لتطوير كإلغاء نظام الكفيل مثلا ، كي يتناسب القانون  مع حقوق الإنسان بحيث ينصف العامل و يصون حقوقه و يحفظ كرامته ، و يسهل حركة إقامة و تنقل الأفراد و الأفكار و الخبرات ، مما يسرع عجلة التطور و التنمية المنشودة بالإمارات.




Tuesday, January 4, 2011

جديد المخرجة الإماراتية نايلة الخاجه الفائز بجائزة المهر الإماراتي لمهرجان دبي  

"ملل" بالهمس تقول الكاميرا كل شئ !

حنان شافعي

حينما تكتب المرأة عن نفسها تنقل بالكلمات ما يقلق روحها ويؤرق وجودها إذ لا تبخل الأوراق عن الاتساع والتمدد، وعندما تتخذ من الكاميرا وسيلة للبوح يصبح الأفق أكثر رحابة و في الوقت نفسه أكثر مخاطرة إلا أن الأذكياء فقط هن من يستطعن البوح بكل ما تريد امرأة أن تقوله "بالهمس" أو دون حتى أن نسمع لهن صوتا، مستغلين كل تفاصيل العملية السينمائية من كادرات وألون وملابس وشخصيات وحوار لتوصيل رسالة تعرية هامسة لأحد أهم زويا حياة المرأة وهو علاقتها بشريك حياتها، وفي حال أن تكون امرأة عربية فهي الزاوية الأكثر أهمية على الإطلاق.
بمناسبة المؤتمر المحلي الأول لصحة المرأة بالإمارات

مديرة مستشفى الرحبة نيللي بوما "التدخين أخطر ما يهدد صحة المرأة"

حوار : حنان شافعي

في ظل تسارع وتيرة الحياة تتزايد الضغوط النفسية والاجتماعية على المرأة باعتبارها الكائن الأضعف والأكثر حساسية في الأسرة، ولأنها مطالبة بالإنجاز وإثبات جدارتها على مستويات عدة تحاول دائما أن تبدو الأفضل حتى لو دفعت  ضريبة ذلك من صحتها ولياقتها البدنية أو قوة احتمال جهازها العصبي. وخلال العقود الثلاثة الأخيرة كثر الجدل حول أمراض نسائية بعينها مثل سرطان الثدي والرحم أو هشاشة العظام فضلا عن الأمراض الناجمة عن التدخين أو السمنة أو حتى وسائل منع الحمل الهرمونية، وبالطبع لا يتوقف حجم المشكلة عند المعاناة الجسدية رغم فداحتها بل يصحبها معاناة نفسية واجتماعية ومادية لتصبح النهاية مفتوحة على كل الاحتمالات.

Sunday, January 2, 2011



أوسكار و طلاق وأعمال خيرية .. ساندرا بولوك امرأة  2010 بامتياز

إعداد: حنان شافعي

كعادتها مع رحيل كل عام، دأبت أشهر مجلات الفن والمجتمع الإنجليزية على طرح الأسماء والشخصيات التي سطح نجمها في أي من تلك الميادين خلال العام المنصرم ، وتكثر الأسماء مثلما تكثر التكهنات وتتناقل الأخبار حول شخصية العام وخصوصا حينما تكون "امرأة". أشهر هذه المجلات على الإطلاق هي مجلة people أو "الناس" التي تتميز بجرأة وشعبية واسعتين تستند عليهما في تدشين أسماء النجوم المرشحين إلى اللقب ومن ثم انتظار ردود أفعال وتقييمات الجمهور. وتعتمد مجلة بيبول في طرحها على أبرز الأحداث والنجاحات التي حققتها نجمة ما في سماء الفن وأيضا في حياتها الخاصة، ومن بين مرشحات كثيرات لم يكن العام الماضي أكثر إثارة مما كان عليه في حياة النجمة الأمريكية "ساندرا بولوك" التي ملأت أخبارها صفحات وأغلفة المجلات طيلة أيام السنة ما بين فيلم سينمائي ناجح و انتزاع لجائزة أوسكار أحسن ممثلة لعام 2010 في ظل منافسة شرسة مع نجمات أخريات، وبعد ذلك مباشرة خيانة مفاجئة فطلاق سريع وأخيرا تبني طفل ....لتصبح أما دافئة كما عرفها الجمهور على الشاشة....